غير دقيق ، فإن هذه المخالفة إذا كانت بحسن نية في بادئ الأمر ، فهل تبقى كذلك بعد التعليم ، والاستدلال والبيان ، وإطلاق الصرخة ، ثم الهجران ؟ ! وكيف لا تضر المخالفة ، إذا كانت في أمور أساسية وحساسة ، من شأنها تدمير وحدة المسلمين ، وزرع الفتنة بينهم ، وإحداث الشقاق الموجب لانقسامهم إلى فرق ومذاهب ، لا يزال الصراع قائماً بينها إلى يومنا هذا ، ولا نرى أي فرصة للخروج من هذه الصراعات القاتلة . . في المستقبل القريب على الأقل ؟ ! . 10 - أما ما ذكرته في الفقرة التاسعة ، فيما يرتبط بتكفير علي ( عليه السلام ) للخوارج ، فيرد عليه : أولاً : قولكم : إن علياً ( عليه السلام ) لم يكفر الخوارج لم تأتوا عليه بدليل . فإن مجرد معاملتهم بالرفق من قبله ( عليه السلام ) ، لا يكفي دليلاً على ذلك . وقد منَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) على بعض المشركين ، ثم قتلهم بعد بدر بعد أن تكرر عدوانهم . . كما أن معاملته ( صلى الله عليه وآله ) للمنافقين ، والمؤلفة قلوبهم ، حتى لقد أعطاهم الغنائم في حنين ، معروفة وظاهرة . . ثانياً : إن مراتب الكفر ، وحالاته وأحكامه مختلفة . وأنتم تعرفون الفرق في الأحكام بين أهل الكتاب ، وهم كفرة ، وبين غيرهم من