ارتد ، ثم عاد إلى الإسلام ، وقد قلتم : إن من فعل ذلك ، فإن ارتداده يذهب صحابيته ، فإذا عاد عادت إليه ! ! . . ثالثاً : قولكم : إنه ( صلى الله عليه وآله ) كان يراعي جانب الجهل ، وحسن النية فيهم ، أو جانب الضعف البشري . . لا يعني : أنهم لم يكفروا بذلك كما قلنا ، ولكنهم لما ندموا عادوا إلى الإسلام ، فلم ير ( صلى الله عليه وآله ) من داع لهذا التفريق بينهم وبين زوجاتهم . ولا لغير ذلك . وليكن سكوت النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن ذلك دليلاً على أن من فعل ذلك قد عاد إلى الصلاح . ولكن كيف يمكن إثبات العودة إلى الصلاح لمن أحدث بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ولا يوجد وحي ، ولا أنبياء يطلعهم الله على غيبه ليعرف الناس إن كانوا قد عادوا إلى الصلاح ، أم لا . . أضف إلى ذلك : أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قد قبل المنافقين في مجتمعه ولم يعلن بحربهم ، ولا اتخذ إجراءات عملية ضدهم ، كالتفريق بينهم وبين زوجاتهم ، وإجراء أحكام الإرث فيهم ، وغير ذلك . وقد كانوا من الكثرة بين المسلمين إلى حدّ أن عبد الله بن أبي قد انخذل بثلث الجيش في أحد . . ولعل من بقي ، ولم يظهر نفسه كان أكثر من الذين ذهبوا مع ابن أبي . . وأما بالنسبة للحديث عن إغضاب زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يتخذ أي إجراء ضدهنَّ ، فراجع ما ذكرناه آنفاً ، ولا