أولاً : قد عرفت آنفاً : أن التأويل لا ينفع مع وجود التصريح بالغضب ، فإن هذا التصريح يلغي ذلك التأويل ويزيل أثره . . ثانياً : قد ثبت أن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) قد حدد أن الخلافة في قريش . . والأنصار كلهم كما نص عليه البخاري في كتاب الحدود ، باب رجم الحبلى - وهم قد آووا ونصروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم - قد اتفقوا على مخالفة هذا النص - فاجتمعوا في السقيفة ، ليولوا أمرهم سعد بن عبادة ، وهو ليس من قريش . وقد التحق بهم بضعة رجال من المهاجرين ، وهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ؟ ! . فلماذا جاز أن يُجْمِعَ الأنصار كلهم على مخالفة نص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أن الخلافة والإمامة في قريش ، وهو نص لا ريب فيه ، ولم يجز أن يسعى أفراد من المهاجرين إلى نيل الخلافة ، وإقصائها عن صاحبها الحقيقي ؟ ! ثم تسير الأمور باتجاه فرض هذا الأمر على الأنصار ، وعلى علي ( عليه السلام ) وبني هاشم ، بالاستعانة ببني سليم ، وبغير ذلك من وسائل سجلها التاريخ ! ! 3 - بالنسبة لحلف أبي بكر : إن قرابة النبي ( صلى الله عليه وآله ) أحب إليه من قرابته ، قلتَ : إن ذلك ثابت عنه .