وأقول : أولاً : لماذا لم تأخذ فاطمة نفسها بهذه القرينة ، فهجرته إلى أن ماتت . . فهل كانت عالمة بها أم كانت جاهلة ؟ . فإن كانت عالمة بها فكيف لم تعمل بمقتضاها ؟ . وإن كانت جاهلة بها ، فكيف جهلتها الزهراء ( عليها السلام ) وعرفها الآخرون بعد ألف وأربعمائة سنة ؟ . وعلى كلا التقديرين ، لماذا لم ينهها الصحابة - وعلي معهم - عن المنكر ، وإن كانت جاهلة بهذه القرينة القطعية - عندكم - فلماذا لم يعلموها - وعلي معهم - ما جهلته ؟ بل هم جميعاً قد تركوها ، ووقف علي ( عليه السلام ) إلى جانبها في ذلك ، فلم يبايع أبا بكر إلى أن ماتت . . ثانياً : لا نريد أن نناقش في صحة القرينة التي ذكرتموها حول نصرته وغير ذلك ، فإن أبا بكر قد فرّ في أحد ، وفي حنين ، وفي خيبر ، وفي الأحزاب ، ولم يبادر إلى الحصول على الجنة التي وعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بها من يبرز لعمرو بن عبد ود . وإنما نريد أن نفترض صحتها ، ولكن السؤال هو : كيف أصبحت هذه القرينة قطعية ؟ ! . أليس نرى أن كثيرين تكون حياتهم حياة صلاح ، ثم يضلهم الشيطان في آخر عمرهم ؟ ! وكذلك العكس ، فإن كثيرين يعيشون عمراً طويلاً في الضلال ، بل في الكفر والشرك ، ثم يهتدون إلى طريق الصلاح ؟ ! .