( اختلال ) في النظرية السياسية عند المسلمين فنحن اليوم لو مات ملك أو رئيس دولة لرأينا أن من الأنسب أن يجتمع عقلاء القوم اجتماعاً شوروياً لاختيار من يرونه الأكفأ ، أما لو ذهب قسم منهم ليختلف مع قسم ثان وهناك قسم ثالث غائبون لما أدى هذا لاطمئنان الناس إلى صحة الاختيار . ثم ليس الاجتماع الشوروي وتشكيل ممثلين للناس من أجل اختيار الحاكم فقط ، بل لتيسير الأمور الأخرى كالموقف من تدوين العلم ونحو ذلك . كلنا يتمنى لو قام الصحابة بعد النبي ( ص ) مباشرة ودوّنوا الأحاديث الصحيحة الجامعة والسير والمغازي والأحكام الفقهية . . الخ ، لكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه . كلنا يتمنى لو اتفق المهاجرون والأنصار على تشكيل قوة لحماية المدينة على أن يتم الاتفاق على ترشيح أحد كبار الصحابة - وليكن أبا بكر أو عليا أو عمر أو سعد بن عبادة - لتولي الخلافة وتحديد المهام الموكلة إليه ، وتحديد المهام الموكلة لأهل الشورى ، وللأمة ولبعضهم في كتابة القرآن والأحاديث وإبداء الرأي الشرعي في مسألة مانعي الزكاة وتراث النبي ( ص ) والموقف من القبائل المسلمة حديثاً و . . الخ . كثير من الأمور كنا نتمنى أن يتم فيها التأني والتروي حتى لا تصبح هناك ضبابية يدخل منها كل فرد برأي وتفسير ويخرج منه بطائفة وفرقة . المسألة أهم من معرفة ( الخليفة بعد النبي ) كنا نريد من الصحابة