ومن رأى أن أبا بكر أولى بالخلافة فهذا رأي إسلامي أصيل كان عليه أكثرية المهاجرين وانضم إليهم أكثر الأنصار . ومن رأى أن سعد بن عبادة أولى فهو رأي إسلامي أصيل وكان عليه أكثر الأنصار قبل رجوعهم . فلا أرى الموضوع يحتاج لخصومة ومعرفة رأي فلان وفلان . نعم قد يكون الإمام علي محل رضا أكثر الأنصار وقسم من المهاجرين وكل بني هاشم وقد تكون هذه النسبة أعلى من النسبة التي كان سيحققها أبو بكر بل كان الأنصار وحدهم أكثر من المهاجرين بنسبة ( 1 - 7 ) وكانوا يميلون إلى علي ، ويفضلون ولايته على ولاية أبي بكر . وقد نص على هذا بعض علماء السنة كابن عبد البر . والمشكلة - في ظني ليست في ( الأولى ) بعد حصول الخلاف ، إنما المشكلة أن الصحابة لم يستطيعوا إدارة أول الخلاف بطريق الشورى ولم يؤسسوا ( طريقة مقنعة ) في اختيار الحاكم . فلو أن الصحابة في السقيفة من المهاجرين والأنصار اتفقوا على اختيار ممثلين لهم وليكن عددهم أربعين أو ثلاثين أو نحو ذلك ثم يتم الاجتماع - بعد غسل الرسول ( ص ) ودفنه - ليختاروا الأنسب بطريق الترشيح لكان هذا أولى وأقطع للخلاف . لكن التنازع والخلاف والتسرع في ( الاختيار ) دون حضور بعض كبار الصحابة الذين هم من كبار أهل الشورى كعلي وعمار ونحوهما أدى إلى