6 - لقد قلت في إجابتك : إن الخوارج كفروا علياً ، ولم يكفروا بذلك . . وهذا أعجب وأغرب ، لأنه يستبطن الرد على الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، الذي حكم على الخوارج بأنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، وأنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم . وهو حديث لا ينكره مسلم . ولا مجال للتأويل فيه ، إلا إذا كانت تأويلات باردة ، وتوجيهات سقيمة وفاسدة ، ليس لها شاهد ، ولا يقوم بها برهان . هذا بالإضافة إلى ما ورد من أن من كفّر مسلماً فإنه يكفر هو بذلك . وعلي ( عليه السلام ) كان صفوة الإسلام . وقد طهره الله تعالى بنص كتابه الكريم . وقد ثبت عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر . فما بالك بقتال علي ؟ ! وما ظنك بمن يخرج على إمام زمانه ويقاتله ، كما هو حال الخوارج ؟ ! . . 7 - وإذا قيل : إن الخوارج قد قاتلوا بتأويل واجتهاد ، فهم معذورون في ذلك ، وإن أخطأوا في اجتهادهم . . فإنه يقال : أولاً : من أين ثبت لكم اجتهاد هؤلاء القوم الذين وصفهم رسول