هذا كله . . عدا عن أننا نقول : إنه ليس من سنن الكون تحريف الكتب ، والتلاعب فيها ، بل السنة ، هي بقاؤها سليمة على حالها . والتلاعب فيها ، هو المخالف للسنن ، الجارية على أصول وقواعد ، صحيحة ودقيقة . . واستدلّ ثانياً : بروايات أهل السنة حول جمع القرآن ، وانه قد كان بشاهدين ، مما يعني : عدم تواتر القرآن لنا ، وإمكانية وقوع التحريف فيه . . وقد تقدم عدم صحة هذه الروايات ، وأثبتنا : أنه قد جمع في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنه محفوظ لدى قراء الأمة وحفاظها ، ومتواتر على لسان الألوف المؤلفة ، في جميع الطبقات . . واستدلّ ثالثاً : بروايات أهل السنة حول الآيات التي يدعى نسخ تلاوتها ؛ فرفض نسخ التلاوة ، واعتبر هذه الروايات دالة على تحريفهم الكتاب . ونحن نوافقه على رفضه لنسخ التلاوة . . وبالنسبة لأمثلته ، فقد قلنا فيما سلف : إنها إما دعاء ، أو من كلام الرسول ، أو كلام بعض الصحابة ، أو أخبار آحاد مكذوبة ، وضعها أعداء الإسلام . ثم استدلّ رابعاً : بروايات أهل السنة ، حول اختلاف مصاحف السلف ، ورواياتهم في تقديم وتأخير بعض الآيات ، وحول أن ترتيب القرآن كان باجتهاد من الصحابة . .