ثم ادعيت المهدية لمحمد بن عبد الله بن الحسن المولود سنة مئة . وقد قبل أكثر علماء الأمة بمهديته ، وبايعه كبار العلماء ، ودعوا إلى بيعته . وعلى رأسهم شيوخ الاعتزال مثل عمرو بن عبيد ، وواصل بن عطاء ، وحفص بن سالم . بل لقد قال أبو الفرج الأصفهاني « لم يشك أحد أنه المهدي » [1] . وقد بايعه المنصور ، والسفاح ، وإبراهيم الإمام ، وصالح بن علي . وكان المنصور يفتخر بمهدية محمد هذا ويتبجح بها [2] . وكان فقيه أهل المدينة وعابدهم محمد بن عجلان قد خرج معه ، ظناً منه أنه المهدي الذي جاءت به الرواية ، وكان الأعمش ، وشعبة ، وسفيان الثوري ، وأبو حنيفة ، ومالك بن أنس ، يحثون الناس على الخروج معه . ولا تكاد تعثر على منكر من أعلام الأمة لمهدية محمد بن عبد الله بن الحسن إلا الإمام جعفر الصادق ( عليه السلام ) . بل إن المنصور قد لقب ولده بالمهدي ، سعياً لصرف الناس عن محمد بن عبد الله بن الحسن . وقد وجد من يضع له الأحاديث في ذلك [3] .
[1] مقاتل الطالبيين ص 256 . [2] راجع : الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السلام ) . [3] راجع : البداية والنهاية ج 6 ص 246 و 247 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 259 و 260 و 272 والصواعق المحرقة ص 98 و 99 وغير ذلك .