وقد اعتقد السيد الحميري وسلم الخاسر بمهدية المهدي العباسي . والحديث حول ذلك يطول [1] . وبعدما تقدم نقول : إن هذا القبول الواسع جداً في الأمة لمهدية محمد بن عبد الله بن الحسن ، حتى اضطر المنصور لمقابلة ذلك بادعاء المهدية لولده يشير إلى أن أصل وجود المهدي كان من المسلمات عند الناس ، وإنما كان الخلاف والاختلاف في التطبيق . وقد ظهر قبول هذا الاعتقاد في الأمة قبل ذلك حيث قبل الناس مهدية موسى بن طلحة ، وقبل فرقاء آخرون بمهدويات أخرى . . بل لقد قبل بعض كبار علماء الأمة بمهدية رجل أموي . . ولم يناقش أحد ، ولا أشار أي من الناس إلى كذب أصل حديث المهدية . . بل لقد اضطر خالد بن يزيد إلى وضع حديث السفياني ، ليقابل به حديث المهدي ، حيث لم يمكنه تكذيبه من الأساس . . فكل ذلك يشير إلى التسالم المبكر ، وفي عهد الصحابة ، والتابعين ، وتابعي التابعين ، على هذا الأمر . ونحن نعلم أن هذا الأمر إنما يعلم بالتوقيف عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
[1] راجع : كتاب دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج 1 بحث : ( المهدية بنظرة جديدة ) . وراجع أيضاً : الحياة السياسية للإمام الرضا ( عليه السلام ) . القسم الأول من الكتاب .