ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟ . . وهل في المدينة من المحاصيل - وهي قرية صغيرة - ما يكفي لتموين هذه الأعداد الهائلة لو صح ما ذكره أبو مخنف من أنهم قد جاؤوا ليمتاروا ؟ ! وهل لذلك كله علاقة بغيبة أبي بكر حين وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث زعموا أنه كان غائباً في السنح ؟ ! فهل كان في السنح حقاً ؟ أم أنه كان يدبر الأمر استعداداً لساعة الصفر ، حين وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ! وكيف يغيب عن الرسول وهو في آخر لحظات حياته ، مع أنه رفض الانخراط في جيش أسامة حتى لا يسأل عنه الركبان كما قال ؟ ! رغم أن النبي كان غاضباً جداً من تخلف الأصحاب عن ذلك الجيش ، وقد حث الجميع على الالتحاق به . وعلى كل حال . . فقد توفي الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأبو بكر غائب ، وشكك عمر بوفاة النبي وأصر على ذلك حتى حضر أبو بكر . . فأزال الشك عنه مباشرة في آية قرأها عليه مع أنهم كانوا قد قرأوها عليه في المسجد فلم يقنع - وها هو يقنع بها الآن وبينما هم كذلك إذ جاءهم النذير باجتماع الأنصار في السقيفة ، فذهبوا مسرعين إليها ، وجرى ما جرى هناك ، وبويع أبو بكر من قبل عمر وأبي عبيدة وأسيد بن حضير ، وربما من رجل آخر أو رجلين أيضاً . . وتركوا الأنصار مختلفين ، وخرجوا إلى المسجد ليكونوا أول من يلقى علياً ، لأنه هو الذي يخيفهم ، فجرى لهم مع فاطمة ( عليها السلام ) ما جرى ، وحاصروا الباب إلى اليوم التالي وجلس أبو بكر على المنبر ليبايع