لصالح أبي بكر ، باعترافك أنت حيث قلت : « صحيح أن بعض السنة بالغ وذكر إسلامه قبل علي وزيد » . فمن بالغ هنا بهذا المقدار ، لماذا لا يبالغ بأكثر منه ؟ ! إذا اطمأن إلى قبول كلامه وعدم اكتشاف مبالغاته ، فإن من يسرق البيضة قد يسرق الجمل أيضاً إن تمكن من ذلك . . ثالثاً : إذا كان قد أسلم بعد أكثر من خمسين كما رواه الطبري في تاريخه ، وإذا وجدت قرائن تدل على هذا التأخير في إسلام أبي بكر لسنوات عديدة . فلماذا يكون قولنا « سنوات عديدة » هكذا لفظة غير علمية ؟ ! رابعاً : قولك : إنه أسلم قبل دخول دار الأرقم لو صح ، فمن الواضح : أن دخول دار الأرقم قد كان بعد عدة سنوات من البعثة . أضف إلى ذلك : أن هذا الأمر هو محل الإشكال وقد جاءت بعض القرائن لتدل على خلافه . فهل تجعل دعواك هي الدليل مع وجود نصوص توجب الريب في صحة تلك الدعوى ؟ ! خامساً : لقد قلت : إن عمر قد أسلم في السنة السادسة ، ولكن كتاب الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن إسلام عمر قد تأخر إلى ما قبل الهجرة بقليل . فراجع ما أورده ذلك الكتاب من أدلة وشواهد على ذلك . . وهي بلا شك توجب الريب في صحة ما تذكره عن إسلام عمر .