هذا الندم ، فلماذا جزمت بالأول . . ولم تلتفت إلى الثاني . مع أننا قد نبهناك عليه في رسالتنا السابقة . . بل إن الأمر ليس فقط لم يحقق له أهدافه المرجوة ، وإنما هو تسبب له بفضيحة كبرى ، حيث أصبح متهماً ببغض أهل البيت ، وأصبح يحتاج إلى الحلف على أنه يحبهم . . ولم تعد الدعوى المجردة تكفيه ، ولم يكن الحلف يؤثر في رفع التهمة فكان يحتاج تكراره . . ثانياً : قد اعترفت بأن أبا بكر كان قد اندفع لموقف مغضب لله ولرسوله وللزهراء ، بسبب جهله ببعض الأدلة ثم ظهر له من الأدلة ما كان يجهله باعترافك . . فكيف نطمئن بعد هذا إلى أنه يملك من المعرفة والعلم ما يجعله أهلاً لمقام الخلافة وسياسة العباد وفق ما يريده الله تعالى ؟ ! 12 - بالنسبة للفقرة رقم ( 12 ) نقول : أولاً : لا معنى لأن تستدل على عدم تأخر إسلامه بأن أحداً لم يقل ذلك . . فإنه إذا دل الدليل على أن أبا بكر لم يسلم إلا بعد سنوات من البعثة ، فالدليل هو الميزان ، ولا ينظر إلى أقوال هذا أو ذاك من المؤرخين والمحدثين . . لأنهم قد تخفى عليهم بعض الحقائق ، وما أكثر ما يخفى عليهم منها . وتلك هي الدراسات والبحوث العلمية تثبت لك ذلك بأيسر طريق . . ثانياً : إن لقائل أن يقول : إن ثمة سعياً لتزوير وطمس الحقائق