إن استدلالك بهذه الآية يتوقف على تحديد ذلك . . وإلا فإن الآية تكون مجملة غير صالحة لإثبات ما ترمي إليه أبداً . . ج : إنه بعد ثبوت أن أبا بكر قد أغضب فاطمة وجاء به النص الصحيح الذي هو حجة فإن هذا يكون مخصصاً لظهور الكتاب في العموم فإن قوله والسابقون الأولون عام . . وحديث إغضاب فاطمة ووجدها عليه مخصص لذلك العموم فكأنه قال : السابقون الأولون كذا وكذا إلا من أغضب فاطمة منهم . . ويكون من قبيل قولك : العلماء حماة الدين . . ثم يأتي دليل آخر يخصص هذا العام ويقول : إن فلاناً العالم ليس حامياً للدين لأنه ممن آتاه الله آياته فانسلخ منها . والعلماء يقولون إن تخصيص الكتاب بخبر الواحد صحيح ومقبول . . فيكون هذا الحديث قرينة قطعية على المراد بالآية . . وأن المراد بها الغالب والأكثر . وليس المراد جميع أفراد المهاجرين . . وبذلك يكون الشيعة قد عملوا بالآية وبالحديث الشريف معاً ، وليس في ذلك أي إشكال من الناحية العلمية . . د : ما المانع من أن يكون إغضاب فرد من أهل البيت مساوياً لإغضاب الله تعالى . . خصوصاً إذا كان الله تعالى هو الذي قرر ذلك على لسان الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد قال الله تعالى : * ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ