responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 89


روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ما من مخلوق يوم القيامة إلا ويندم ولكن لا تنفعه الندامة فأما السعيد إذا رأى الجنة وما أعد الله فيها لأوليائه المتقين يندم حيث لا عمل له مثل عملهم ويريد من العبادة أكثر منهم لينال درجتهم العليا في الفردوس الأعلى وإن كان من الأشقياء إذا رأى النار وزفيرها وما أعد الله فيها من العذاب الأليم صرخ وندم حيث لم يكن أقلع عن ذنوبه ومعاصيه ليسلم مما هو فيه فهذه هي الطامة الكبرى فاستدرك يا أخي ما فرط من أمرك واسكب الدمع بكاء على نفسك حيث لم تكن صالحا للقيام بباب ربك فأنامك ولو علم أنك صالح للقيام لأقامك بالبدار قبل نفاد الأعمار فإن الدنيا مزرعة الآخرة وعلى قدر ما تزرعه في الدنيا تحصده في الآخرة وقد أمر الباري عز وجل عباده بالمسارعة إلى الطاعات والاستباق إليها فقال تعالى سارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ومن نام عن العبادات سائر ليله لم يمتثل ما أمره الله به من المسارعة إلى المغفرة ودخول الجنة العريضة التي أعدها للعاملين واعلم أن من نام عامة ليله كان ذلك دليل على أنه عمل في نهاره ذنبا عظيما فعاقبه الله فطرده عن بابه ومرافقة العابدين الذين هم أحباؤه ولو علم النائم عن صلاة الليل ما فاته من الثواب العظيم والأجر المقيم لطال بكاؤه عليه وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسب الرجل من الخيبة أن يبيت ليلة لا يصلي فيها ركعتين ولا يذكر الله فيها حتى يصبح وقيل يا رسول الله إن فلانا نام البارحة عن ورده حتى أصبح قال ذلك رجل بال الشيطان في أذنه فلم يستيقظ وكان بعض العباد يصلي عامة ليله فإذا كان السحر أنشد يقول ألا يا عين ويحك أسعديني * بطول الدمع في ظلم الليالي لعلك في القيامة أن تفوزي * بحور العين في قصر اللئالي وقال بعض العابدين رأيت في منامي كأني على شاطئ نهر يجري بالمسك الأذفر وعلى حافته شجر من اللؤلؤ وقصب الذهب وإذا بجوار مزينات لابسات ثياب السندس كان وجوههن الأقمار وهن يقلن سبحان المسبح بكل لسان سبحانه

89

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست