على ظهورهم فضعفوا عن الاستغلال بها فنشجوا نشيجا وتجاوبوا نجيبا يعجون إلى الله من مقام ندم واعتراف بذنب لرأيت أعلام هدى ومصابيح دجى قد حفت بهم الملائكة ونزلت عليهم السكينة وفتحت لهم أبواب السماء وأعدت لهم مقاعد الكرامات في مقعد اطلع الله عليهم فيه فرضي سعيهم وحمد مقامهم يتنسمون بدعائه روح التجاوز رهائن فاقة إلى فضله وأسارى ذلة لعظمته جرح طول الأذى قلوبهم وأقرح طول البكاء عيونهم لكل باب رغبة إلى الله منهم يد تارعة يسألون من لا تضيق لديه المنادح ولا يخيب عليه السائلون فحاسب نفسك لنفسك فإن غيرها من النفوس لها حسيب غيرك وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ارتعوا في رياض الجنة فقالوا وما رياض الجنة فقال الذكر غدوا ورواحا فاذكروا ومن كان يحب أن يعلم منزلته عند الله فلينظر كيف منزلة الله عنده فإن الله تعالى ينزل العبد حيث أنزل الله العبد من نفسه ألا إن خير أعمالكم وأذكارها عند مليككم وأرفعها عند ربكم في درجاتكم وخير ما اطلعت عليه الشمس ذكر الله سبحانه وتعالى وقد أخبر عن نفسه فقال أنا جليس من ذكرني وأي منزلة أرفع منزلة من جليس الله تعالى وروي أنه ما اجتمع قوم يذكرون الله تعالى إلا اعتزل الشيطان عنهم والدنيا فيقول الشيطان للدنيا ألا ترين ما يصنعون فتقول الدنيا دعهم فلو قد تفرقوا أخذت بأعناقهم وقال صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله تعالى من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني ومن أحدث وتوضأ ولم يصل ركعتين ولم يدعني فقد جفاني ومن أحدث وتوضأ وصلى ركعتين ودعاني فلم أجبه فيما يسأل عن أمر دينه ودنياه فقد جفوته ولست برب جاف وروي أنه إذا كان آخر الليل يقول الله تعالى هل من داع فأجيبه هل من سائل فأعطيه سؤاله هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه وروي أن الله تعالى أوحى إلى داود عليه السلام يا داود من أحب حبيبا صدق قوله ومن أنس بحبيب قبل قوله ورضي فعله ومن وثق بحبيب اعتمد عليه ومن اشتاق إلى حبيب جد في المسير إليه يا داود ذكري للذاكرين وجنتي للمطيعين وزيارتي للمشتاقين وأنا خاصة للمحبين