responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 59


من الذنوب والمعايب وقال علي بن الحسين عليه السلام العقل دليل الخير والهوى مركب المعاصي والفقه وعاء العمل والدنيا سوق الآخرة والنفس تاجرة والليل والنهار رأس المال والمكسب الجنة والخسران النار هذا والله التجارة التي لا تبور والبضاعة التي لا تخسر وقال مثله صلى الله عليه وآله وسلم وسوق الفائزين من شيعته وشيعة آبائه وأبنائه عليه السلام ولقد جمع الله هذا كله بقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ وقال سبحانه وتعالى رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وقال تعالى فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَياةَ الدُّنْيا ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وقال تعالى وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً وقال أمير المؤمنين عليه السلام إن الله تعالى جعل الذكر جلاء للقلوب تسمع به بعد الوقرة وتبصر به بعد الغشوة وتقاد به بعد المعاندة وشرح الله عزت أسماؤه في البرهة بعد البرهة وفي أزمان الفترات صدور عباد ناجاهم في قلوبهم وكلمهم في ذات عقولهم فأصبحوا بنوره يقظة في الأسماع والأبصار والأفئدة يذكرون بأيام الله يخوفون مقامه بمنزلة الأدلة في القلوب فمن أخذ القصد حمدوا إليه الطريق وبشروه بالنجاة ومن أخذ يمينا وشمالا لزموا إليه الطريق وحذروه من الهلكة كانوا لذلك مصابيح تلك الظلمات وأدلة تلك الشبهات وأن المذكر أهلا أخذوه بدلا من الدنيا فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به أيام الحياة ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماء الغافلين يأمرون بالمعروف ويأتمرون به وينهون عن المنكر ويتناهون عنه فكأنما قطعوا الدنيا إلى الآخرة وهم فيها فشاهدوا ما وراء ذلك وكأنما اطلعوا على عيوب أهل البرزخ في طول الإقامة فيه وحققت القيامة عليهم عذابها فكشفوا غطاء ذلك لأهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس ويسمعون ما لا يسمعون فلو مثلتهم بعقلك في مقاماتهم المحمودة ومجالسهم المشهودة قد نشروا دواوين أعمالهم ففزعوا للحساب على كل صغيرة وكبيرة أمروا فيها فقصروا عنها أو نهوا عنها ففرطوا فيها وحملوا أوزارهم

59

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست