كما تسير السحاب ثم تبدل الأرض بأرض أخرى لم يكتسب عليها الذنوب ولا سفك عليها دم بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة وكذا تبدل السماوات كما قال الله تعالى يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ويعيد عرشه على الماء كما كان قبل خلق السماوات والأرض مستقلا بعظمته وقدرته ثم يأمر الله السماء أن تمطر على الأرض حتى يكون الماء فوق كل شيء اثني عشر ذراعا فتنبت أجساد الخلائق كما ينبت البقل فتتدانى أجزاؤهم التي صارت ترابا بعضها إلى بعض بقدرة العزيز الحميد حتى أنه لو دفن في قبر واحد ألف ميت وصارت لحومهم وأجسادهم وعظامهم النخرة كلها ترابا مختلطة بعضها في بعض لم يختلط تراب ميت بميت آخر لأن في ذلك القبر شقيا وسعيدا جسد ينعم بالجنة وجسد يعذب بالنار نعوذ بالله منها ثم يقول الله تعالى لنحيي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل وحملة العرش فيحيون بإذن الله فيأمر الله إسرافيل أن يأخذ الصور بيده ثم يأمر الله أرواح الخلائق فتأتي فتدخل في الصور ثم يأمر الله إسرافيل أن ينفخ في الصور للحياة وبين النفختين أربعين سنة قال فتخرج الأرواح من أثقاب الصور كأنها الجراد المنتشر فتملأ ما بين السماء والأرض فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد وهم نيام في القبور كالموتى فتدخل كل روح في جسدها فتدخل في خياشيمهم فيحيون بإذن الله تعالى فتنشئ الأرض عنهم كما قال يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ وقال تعالى ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ ثم يدعو إلى عرصة المحشر فيأمر الله الشمس أن تنزل من السماء الرابعة إلى السماء الدنيا قريب حرها من رؤس الخلق فيصيبهم من حرها أمر عظيم حتى يعرفون من شدة حرها كربها حتى يخوضون في عرقهم ثم يبعثون على ذلك حفاة عراة عطاشا وكل واحد دالع لسانه على شفتيه قال فيبكون عند ذلك حتى ينقطع الدمع ثم يبكون بعد الدموع دما قال الراوي وهو الحسن بن محبوب يرفعه إلى يونس بن أبي فاختة قال رأيت