قد أذن الله في موت أهل السماء والأرض فيهبط إسرافيل عند بيت المقدس مستقبل الكعبة فينفخ في الصور نفخة الفزع قال الله تعالى وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ إلى قوله تعالى مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وتزلزلت الأرض وتذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ويصير الناس يميدون ويقع بعضهم على بعض كأنهم سكارى وما هم بسكارى ولكن من عظيم ما هم فيه من الفزع وتبيض لحى الشبان من الفزع وتطير الشياطين هاربة إلى أقطار الأرض ولو لا أن الله تعالى يمسك أرواح الخلائق في أجسادهم لخرجت من هول تلك النفخة فيمكثون على هذه الحالة ما شاء الله تعالى ثم يأمر الله تعالى إسرافيل أن ينفخ في الصور نفخة الصعق فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض فلا يبقى في الأرض إنس ولا جن ولا شيطان ولا غيرهم ممن له روح إلا صعق ومات ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماء فلا يبقى في السماوات ذو روح إلا مات قال الله تعالى إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ وهو جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل فأولئك الذين شاء الله فيقول الله تعالى يا ملك الموت من بقي من خلقي فقال يا رب أنت الحي الذي لا يموت بقي جبرائيل وميكائيل وإسرافيل وبقيت أنا فيأمر الله بقبض أرواحهم فيقبضها ثم يقول الله يا ملك الموت من بقي فيقول ملك الموت بقي عبدك الضعيف المسكين ملك الموت فيقول الله مت يا ملك الموت بإذني فيموت ملك الموت ويصيح عند خروج روحه صيحة عظيمة لو سمعها بنو آدم قبل موتهم لهلكوا ويقول ملك الموت لو كنت أعلم أن في نزع أرواح بني آدم هذه المرارة والشدة والغصص لكنت على قبض أرواح المؤمنين شفيقا فإذا لم يبق أحد من خلق الله في السماء والأرض نادى الجبار جل جلاله يا دنيا أين الملوك وأبناء الملوك أين الجبابرة وأبناؤهم وأين من ملك الدنيا بأقطارها أين الذين كانوا يأكلون رزقي ولا يخرجون من أموالهم حقي ثم يقول لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ فلا يجيبه أحد فيجيب هو عن نفسه فيقول لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ثم يأمر الله السماء فتمور أي تدور بأفلاكها ونجومها كالرحى ويأمر الجبال فتسير