ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله تعالى فيها وقال صلى الله عليه وآله وسلم ما من يوم يمر إلا والباري عز وجل ينادي عبدي ما أنصفتني أذكرك وتنسى ذكري وأدعوك إلى عبادتي وتذهب إلى غيري وأرزقك من خزانتي وآمرك لتتصدق لوجهي فلا تطيعني وأفتح عليك أبواب الرزق وأستقرضك من مالي فتجبهني وأذهب عنك البلاء وأنت معتكف على فعل الخطايا يا ابن آدم ما يكون جوابك لي غدا إذا أجبتني وقال بعض العلماء يا أخي إن الموتى لم يبكوا من الموت لأنه محتوم لا بد منه وإنما يبكون من حسرة الفوت كيف يتزودون من الأعمال الصالحة التي يستحقون بها الدرجات العلى ولأنهم ارتحلوا من دار لم يتزودوا منها وحلوا بدار لم يعمروها فيقولون حينئذ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وقال صلى الله عليه وآله وسلم ما من ليلة إلا وملك الموت ينادي يا أهل القبور لمن تغبطون اليوم وقد عاينتم هول المطلع فيقول الموتى إنما نغبط المؤمنون في مساجدهم لأنهم يصلون ولا نصلي ويؤتون الزكاة ولا نزكي ويصومون شهر رمضان ولا نصوم ويتصدقون بما فضل عن عيالهم ونحن لا نتصدق وقال لقمان لابنه يا بني إن كنت تحب الجنة فإن ربك يحب الطاعة فأحب ما يحب وإن كنت تكره النار فإن ربك يكره المعصية فأكره ما يكرهه لينجيك مما تكره واعلم أن من وراء الموت ما هو أعظم وأدهى قال الله تعالى في محكم كتابه وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ وقد روى الثقة عن زين العابدين عليه السلام أن الصور قرن عظيم له رأس واحد وطرفان وبين الطرف الأسفل الذي يلي الأرض إلى الطرف الأعلى الذي يلي السماء مثل ما بين تخوم الأرضين السابعة إلى فوق السماء السابعة فيه أثقاب بعدد أرواح الخلائق وسع فمه ما بين السماء والأرض وله في الصور ثلاث نفخات نفخة الفزع ونفخة الموت ونفخة البعث فإذا أفنيت أيام الدنيا أمر الله عز وجل إسرافيل أن ينفخ فيه نفخة الفزع فرأت الملائكة إسرافيل وقد هبط ومعه الصور قالوا