وخرجتم إلى الله من الأموال والأولاد ابتغاء القربة إليه في رفع درجته عنده أو غفران سيئة أحصاها كتبته وحفظتها رسله لكان قليلا فيما أخشى عليكم من عقابه وأرجو لكم من ثوابه تالله لو انماثت قلوبكم انمياثا وسالت عيونكم رغبة لله ورهبة دما ثم عمرتم في الدنيا قائمة ما جزت أعمالكم ولو لم تبقوا شيئا من جهدكم لأنعمه عليكم العظام وهداه إياكم للإيمان وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنه ليظهر النفاق وترفع الأمانة وتقيض الرحمة ويتهم الأمين ويؤتمن الخائن أتتكم الفتن كأمثال الليل المظلم وجاء في قوله تعالى وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قال ينادون أربعين عاما فلا يجيبهم ثم يقول إِنَّكُمْ ماكِثُونَ فيقولون رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ فيدعون أربعين عاما فيقال لهم اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ فيئس القوم بعدها فلم يبق إلا الزفير والشهيق كما تتناهق الحمير وقال صلى الله عليه وآله وسلم يشتد بأهل النار الجوع على ما هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة وعذاب أليم وشراب من حميم فيقطع أمعاءهم فيقولون لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ فيقال لهم أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّناتِ قالُوا بَلى قالُوا فَادْعُوا وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ قال الحسن عليه السلام إن الله تعالى لم يجعل الأغلال في أعناق أهل النار لأنهم أعجزوه ولكن إذا أطفأ بهم اللهب أرسبهم في قعرها ثم غشي عليه فلما أفاق من غشوته قال يا ابن آدم نفسك نفسك فإنما هي نفس واحدة إن نجت نجوت وإن هلكت لم ينفعك نجاة من نجاة وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت عليهم في أموالهم وقال عليه السلام بئس العبد عبد سها ولهى وغفل ونسي القبر والبلاء وبئس العبد عبد صغى وبغى ونسي المبتدأ والمنتهى وبئس العبد عبد يقوده الطمع ويطغيه الغنى ويرديه الهوى الحديث رواه الخليفة بن الحصين قال قال قيس بن عاصم وفدت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في جماعة من بني تميم فقال لي اغتسل بماء