responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 35


الزاهدين فيها الصارفين عنها فإنها والله عن قليل تزيل الثاوي الساكن وتفجع المترف الآمن لا يرجع ما تولى منها فأدبر ولا يدري ما هو آت منها فينتظر سرورها مشوب بالحزن وجلد الرجال منها إلى الضعف والوهن فلا تغرنكم كثرة ما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها فرحم الله امرأ تفكر فاعتبر فأبصر وكأنما هو كائن من الدنيا عن قليل لم يكن ما هو كائن من الآخرة عما قليل لم يزل وكل معدود منتقص وكل متوقع آت وكل آت قريب دان والعالم من عرف قدره وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره وإن أبغض العباد إلى الله لعبد وكل الله بنفسه جائر عن قصد السبيل سائر بغير دليل إن دعي إلى حرث الدنيا عمل وإلى حرث الآخرة كسل كان ما عمل له واجب عليه ومانونى عنه ساقط عنه وذلك زمان لا يسلم فيه إلا كل مؤمن نؤمه أن شهد لم يعرف وإن غاب لم يفتقد أولئك مصابيح الهدى وأعلام السرى ليسوا بالمساييح ولا المذاييع البذر أولئك يفتح الله عليهم أبواب رحمته ويكشف عنهم ضر نقمته يا أيها الناس إنه سيأتي عليكم زمان يكفأ فيه الإسلام كما يكفأ الإناء بما فيه أيها الناس إن الله تعالى قد أعاذكم من أن يحم عليكم ولم يعذكم من أن يبتليكم لقوله تعالى إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ وقوله عليه السلام كل مؤمن نؤمه يريد الخامل الذكر القليل الشر والمصابيح جمع مصباح والمساييح جمع مسياح وهو الذي يسيح بالفساد والنمائم والمذاييع جمع مذياع وهو الذي سمع لغيره بفاحشة أذاعها وأعلن بها والبذر هو الكثير السفه واللغو بالهذيان وقال عليه السلام في خطبة أخرى تجري هذا المجرى ألا وإن الدنيا قد تصرمت وأذنت بالزوال وتنكر بانقضاء معروفها وأدبرت حذاء فهي تحفز بالفناء سكانها وتحدو بالموت جيرانها وقد أمر منها ما كان حلوا وكدر منها ما كان صفوا فلم يبق منها إلا سملة كسملة الإداوة أو جرعة كجرعة المقلة لو لم يمررها يمرؤها الصديان لم ينفع فأزمعوا عباد الله الرحيل عن هذه الدار المقدر على أهلها الزوال ولا يغرنكم فيها الأجل ولا يطولن عليكم الأمل فوالله لو حننتم حنين الوله العجلان ودعوتم بهديل الحمام وجأرتم جؤار متبتلي الرهبان

35

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست