ولكنكم نسيتم ما ذكرتم وأمنتم ما حذرتم فتاه عنكم رأيكم وتشتت عليكم أمركم أما والله لوددت أن الله ألحقني بمن هو خير لي منكم قوم والله ميامين الرأي مراجيح الحكمة مقاويل الصدق متاريك البغي مضوا قدما على الطريق وأجفوا على المحجة ظفروا بالعقبى الدائمة والكرامة الباقية أما والله ليظهر عليكم غلام ثقيف الديال الميال يأكل خضرتكم ويذيب شحمتكم إيه أبا وذحة يعني بذلك الحجاج بن يوسف لهمه يهتم به وقال صلى الله عليه وآله وسلم إن الزاهدين في الدنيا تبكي قلوبهم وإن ضحكوا ويشتد حزنهم وإن فرحوا ويكثر مقتهم أنفسهم وإن اغتبطوا بما رزقوا وقال صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وأذنت بوداع وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق والسبقة الجنة والغاية النار أفلا تائب من خطيئته قبل منيته ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه وحسرته ألا وإنكم في أيام عمل من ورائه أجل فمن عمل في أيام عمله قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضره أجله ومن قصر في أيام عمله خسر عمله وضره أجله ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة ألا إني لم أر كالجنة نام طالبها ولا كالنار نام هاربها وإن من لم ينفعه الحق يضره الباطل ومن لم يستقم به الهدى يرده الضلال ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد وإن أخوف ما أتخوف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل تزودوا من الدنيا في الدنيا مما تنجون به أنفسكم يقول العبد الفقير إلى رحمة الله ورضوانه الحسن بن محمد الديلمي تغمده الله برحمته ورضوانه إن هذا الكلام منه عليه السلام لعظيم الموعظة وجليل الفائدة بليغ المقالة لو كان كلام يأخذ بالازدجار والموعظة لكان هذا يكفي به قاطعا لعلائق الآمال وقادحا لزناد الاتعاظ والإيقاظ يأخذ والله بأعناق المتفكرين فيه والمتبشرين إلى الزهد ويضطرهم إلى عمل الآخرة فاعتبروا وتفكروا وتبصروا إلى معانيه يا أولي الألباب وقال صلى الله عليه وآله وسلم في خطبة أخرى تجري هذا المجرى انظروا إلى الدنيا نظر