responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 24


العارية مردودة ألا وإن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر والآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك عادل قاهر فرحم الله من نظر لنفسه ومهد لرمسه وحبله على عاتقه ملقى قبل أن ينفذ أجله وينقطع أمله ولا ينفع الندم وقال الحسن عليه السلام من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ومن ازداد حرصا على الدنيا لم يزدد منها إلا بعدا وازداد هو من الله بغضا والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوف أكله غير منقوص من رزقه شيئا فعلام التهافت في النار والخير كله في صبر ساعة واحدة تورث راحة طويلة وسعادة كثيرة والناس طالبان طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناج فائز واعلم أيها الرجل أنه لا يضرك ما فاتك من الدنيا وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة وما ينفعك ما أصبت من الدنيا إذا حرمت الآخرة وكتب عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري عظني فكتب له أن رأس ما يصلحك هو الزهد في الدنيا والزهد باليقين واليقين بالفكر والفكر هو الاعتبار فإذا فكرت في الدنيا لم تجدها أهلا أن تنفع نفسك بجميعها فكيف ببعضها ووجدت نفسك أهلا أن تكرمها بهوان الدنيا واذكر قول الله عز وجل وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً فلقد عدل عليك من جعلك حسيبا على نفسك ولقوله تعالى اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً وقال لقد صحبت في الدنيا أقواما كانوا والله قرة عين وكلامهم شفاء الصدور وكانوا والله في الحلال أزهد منكم في الحرام وكانوا على النوافل أشد محافظة منكم على الفرائض وكانوا والله من حسناتهم ومن أعمالهم الحسنة ترد عليهم أكثر وجلا من أعمالكم السيئة أن تعذبوا بها وكانوا والله يخافون من حسناتهم أن تظهر أشد خوفا منكم من سيئاتكم أن تشهر وكانوا والله يستترون حسناتهم كما تستترون أنتم سيئاتكم وكانوا محسنين فهم مع ذلك يبكون وأنتم تسيئون وتضحكون فإنا لله وإنا إليه راجعون ظهر المخالفون وقلت العلماء وعفت السنة وهجر الكتاب وشاعت البدعة وتعامل الناس بالمداهنة وتقارضوا

24

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست