والعاشر لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني وأتقى وقال أمير المؤمنين عليه السلام العقل ولادة والعلم إفادة ومجالسة العلماء زيادة وروي أن جبرائيل عليه السلام هبط إلى آدم فقال يا أبا البشر أمرت أن أخيرك بين ثلاث فاختر منهن واحدة ودع اثنتين فقال له آدم وما هن فقال العقل والحياء والإيمان فقال آدم قد اخترت العقل قال فقال جبرائيل للإيمان والحياء ارحلا فقالا أمرنا أن لا نفارق العقل قال المصنف ره لكل أدب ينبوع وأمير الفضل وينبوع الأدب العقل جعله الله لمعرفته وللدين أصلا وللملك والدنيا عمادا وللسلامة من المهلكات معقلا فأوجب لهم التكليف بإكماله وجعل أمر الدنيا مدبرا به وألف به بين خلقه مع اختلافهم وتباين أغراضهم ومقاصدهم وما استودع الله تعالى أحدا عقلا إلا استنقذه به يوما والعقل أصدق مشير وأنصح خليل وخير جليس ونعم وزير وخير المواهب العقل وشرها الجهل قال بعضهم شعرا إذا تم عقل المرء تمت أموره * وتمت أياديه وتم ثناؤه وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العقل نور في القلب يفرق به بين الحق والباطل وجاء في قوله تعالى لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا قال يعني من كان عاقلا وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعقل الناس أفضلهم ومن لم يكن عقله أغلب خصال الخير فيه كان حقه في أغلب خصال الشر فيه وكل شيء إذا كثر رخص إلا العقل إذا كثر غلا والعقل الصحيح ما حصلت به الجنة والعاقل يؤلف العاقل والجاهل يؤلف الجاهل ولقد أحسن من قال شعرا إذا لم يكن للمرء عقل يزينه * ولم يك ذا رأي سديد ولا أدب فما هو إلا ذو قوائم أربع * وإن كان ذا مال كثير وذا حسب وقال إنه إذا ستر الله عبدا حصر عليه العلم والأدب ولا يزال المرء في صحة من عقله ودينه ما لم يشرب مسكرا وفي صحة من مروءته ما لم يفعل الزلات وفي صحة من أمانته ما لم يقبل وصية ويستودع وديعة وفي صحة من فضله ما لم يؤم قوما أو يرقي منبرا وأشراف الناس العلماء وساداتهم المتقون وملوكهم