الزهاد وسخف منطق المرء يدل على قلة عقله وروي أن الحسن بن علي عليه السلام قال في خطبة له اعلموا أن العقل حرز والحلم زينة والوفاء مروة والعجلة سفه والسفه ضعف ومجالسة أهل الدنيا شين ومخالطة أهل الفسوق ريبة ومن استخف بإخوانه فسدت مروءته ولا يهلك إلا المرتابون وينجو المهتدون الذين لم يتهموا الله في آجالهم طرفة عين ولا في أرزاقهم فمروتهم كاملة وحياؤهم كامل يصبرون حتى يأتي لهم الله برزق ولا يبيعون شيئا من دينهم ومرواتهم بشيء من الدنيا ولا يطلبون منه شيئا منها بمعاصي الله ومن عقل المرء مروته أن يسرع إلى قضاء حوائج إخوانه وإن لم ينزلوها به والعقل أفضل ما وهبه الله تعالى للعبد إذ به نجاته في الدنيا من آفاتها وسلامته في الآخرة من عذابها وقيل إنهم وصفوا رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحسن عبادته فقال انظروا إلى عقله فإنما يجزى العباد يوم القيامة على قدر عقولهم وحسن الأدب دليل على صحة العقل الباب الرابع والخمسون فيما سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربه ليلة المعراج روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سأل ربه سبحانه ليلة المعراج فقال يا رب أي الأعمال أفضل فقال الله تعالى ليس شيء أفضل عندي من التوكل علي والرضا بما قسمت يا محمد وجبت محبتي للمتحابين في ووجبت محبتي للمتعاطفين في ووجبت محبتي للمتواصلين في ووجبت محبتي للمتوكلين علي وليس لمحبتي علم ولا غاية ولا نهاية وكلما رفعت لهم علما وضعت لهم علما أولئك الذين نظروا إلى المخلوقين بنظري إليهم ولم يرفعوا الحوائج إلى الخلق بطونهم خفيفة من أكل الحرام نعيمهم في الدنيا ذكري ومحبتي ورضائي عنهم يا أحمد إن أحببت أن تكون أورع الناس فازهد في الدنيا وارغب في الآخرة فقال إلهي كيف أزهد في الدنيا فقال خذ من الدنيا حفنا من الطعام والشراب واللباس ولا تدخر لغد ودم على ذكري فقال يا رب كيف