وروي عن الصادق عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الليل مرضاة للرب وحب الملائكة وسنة الأنبياء ونور المعرفة وأصل الإيمان وراحة الأبدان وكراهية للشيطان وسلاح على الأعداء وإجابة للدعاء وقبول للأعمال وبركة في الرزق وشفيع بين صاحبها وبين ملك الموت وسراج في قبره وفراش من تحت جنبيه وجواب منكر ونكير ومؤنس وزائر في قبره فإذا كان يوم القيامة كانت الصلاة ظلا عليه وتاجا على رأسه ولباسا على بدنه ونورا يسعى بين يديه وسترا بينه وبين النار وحجة للمؤمن بين يدي الله تعالى وثقلا في الموازين وجوازا على الصراط ومفتاحا للجنة لأن الصلاة تكبير وتحميد وتسبيح وتمجيد وتقديس وتعظيم وقراءة ودعاء وأن أصل الأعمال كلها الصلاة لوقتها وقال عليه السلام ارحموا رحمكم الله إنكم أعلام بينة فالطريق نهج إلى دار السلام وأنتم في دار مستعتب على مهل وفراغ والصحف منشورة والأقلام جارية والأبدان صحيحة والألسن مطلقة والتوبة مسموعة والأعمال مقبولة وعن حذيفة بن اليمان رفعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن قوما يجيئون يوم القيامة ولهم من الحسنات أمثال الجبال فيجعلها الله هباء منثورا ثم يؤمر بهم إلى النار فقال سلمان صفهم يا رسول الله فقال أما إنهم قد كانوا يصومون ويصلون ويأخذون أهبة من الليل ولكنهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام وثبوا عليه وقال صلى الله عليه وآله وسلم ألا فاذكروا هادم اللذات ومنغص الشهوات وقاطع الأمنيات عند المشاورة للأعمال القبيحة واستعينوا بالله على أداء واجب حقه وما لا يحصى من أعداد نعمه وإحسانه وقال عليه السلام رحم الله امرأ تفكر فاعتبر واعتبر فأبصر فكأنما هو كائن من الدنيا عما قليل لم يكن وكان ما هو كائن من الآخرة عن قليل لم يزل وكل معدود منتقص وكل متوقع آت وكل آت قريب دان وقال عليه السلام ألا وإن الآخرة قد أقبلت والدنيا قد أدبرت ولكل منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل ولد سيلحق