قدمك فإنها عن قليل مسكنك لم تنزل في هدم عمرك منذ سقطت على الأرض من بطن أمك وقال من استغنى بالله أحوج الله الناس إليه وقال أمير المؤمنين عليه السلام الدنيا منتهى بصر الأعمى لا يبصر بما وراءها بشيء والبصير ينفذها بصره ويعلم أن البوار وراءها فالبصير منها شاخص والأعمى إليها شاخص والبصير منها يتزود وقال الزاهد قصر الأمل والشكر على النعم والورع عن المحارم فإن عزب ذلك عنكم فلا يغلب الحرام صبركم ولا تنسوا عند النعم شكركم فإن الله تعالى قد أعذر عليكم بحجج ظاهرة مستقرة وكتب بارزة ظاهره وقال عليه السلام أيها الناس إن الدنيا دار ممر والآخرة دار مستقر فخذوا من ممركم لمستقركم وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم فللآخرة خلقتم وفي الدنيا حبستم وإن المرء إذا مات قالت الملائكة ما قدم وقالت الناس ما خلف فلله إيابكم قدموا كيلا يكون لكم ولا تقدموا كيلا يكون عليكم فإنما مثل الدنيا مثل السم يأكله من لا يعرفه وقال عليه السلام إن السعداء بالدنيا الهاربون منها اليوم وقال ما يصنع بالمال والولد من يخرج منها ويحاسب عليها عراة دخلتم الدنيا وعراة تخرجون منها وإنما هي قنطرة فاعبروا عليها وانتظروها وقال في دعائه اللهم توفني فقيرا ولا تتوفني غنيا واحشرني في زمرة المساكين وقال أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة وقال أمير المؤمنين عليه السلام الرغبة بالآخرة عند الله تورث الروح والراحة والرغبة في الدنيا تورث الهم والحزن وقال إن من صفات أولياء الله الثقة به في كل شيء والغنى به عن كل شيء والافتقار إليه في كل شيء وقال ادفع الدنيا بما يحضرك من الزاد وتبلغ به وكان عليه السلام ينشد ويقول ادفع الدنيا بما اندفعت * واقطع الدنيا بما انقطعت يطلب المرء الغنى عبثا * والغنى في النفس لو قنعت وقال عليه السلام والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها