responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 18


الموتى فإذا أصبحت لا تحدث نفسك بالمساء وإذا أمسيت لا تحدث نفسك بالصباح وخذ من صحتك لسقمك ومن شبابك لهرمك ومن حياتك لوفاتك لا تدري ما اسمك غدا وقال صلى الله عليه وآله وسلم أكثروا من ذكر هادم اللذات فإنكم إن كنتم في ضيق وسعة عليكم فرضيتم به فأثبتم وإن كنتم في غنى نغصه إليكم فجدتم به فأجرتم فإن أحدكم إذا مات فقد قامت قيامته يرى ما له من خير أو شر إن الليالي قاطعات الآجال والأيام مدنية الآجال وإن المرء عند خروج نفسه وحلول رمسه يرى جزاء ما أسلف وقلة غناء ما خلف ولعله من باطل جمعه أو من حق منعه وقال سعد لسلمان في مرضه كيف تجد نفسك فبكى فقال ما يبكيك فقال والله ما أبكي حزنا على الدنيا ولكن بكائي لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب فأخاف أن أكون قد تجاوزت ذلك وليس حوله في بيته غير مطهرة وإجانة وقال ثوبان يا رسول الله ما يكفيني من الدنيا فقال ما سد جوعتك ووارى عورتك وإن كانت لك فبخ بخ وأنت مسؤول عما بعد ذلك وقال تفرغوا من هموم الدنيا ما استطعتم فإنه غير نصيبه المكتوب له ومن كانت الآخرة همته جمع الله له أمره وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا راغمة وقال موسى بن جعفر عليه السلام أهينوا الدنيا فإنه أهنى ما يكون عليكم فإنه ما أهان قوم الدنيا إلا هنأهم الله العيش وما أعزها قوم إلا ذلوا وتعبوا وكانت عاقبتهم الندامة وقال صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر يا أبا ذر إن الدنيا سجن المؤمن والقبر أمنه والجنة مأواه وإن الدنيا جنة الكافر والقبر عذابه والنار مثواه وقال الزاهد في الدنيا يريح قلبه وبدنه وقال المؤمن يتزود والكافر يتمتع يا ابن آدم عف عن محارم الله تكن عابدا وارض بما قسم الله لك تكن غنيا وأحسن جار لمن جاورك تكن مسلما وصاحب الناس بما تحب أن يصحبوك تكن منصفا إنه قد كان قبلكم قوم جمعوا كثيرا وبنوا مشيدا وأملوا بعيدا جمعهم بورا ومساكنهم قبورا يا ابن آدم إنك مرتهن بعملك متعرض على ربك فجد بما في يديك وطأ الأرض بما في

18

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست