responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 170


والآخر لم يعرف إشرافه عليه فأساء أدبه وفعل ما لا يليق أن يفعل بحضرة الملك وكذا العارف بالله فإنه مشاهده في كل حالاته وأسراره فهو معه متأدب ومنه خائف وله مراقب والجاهل بالله خارج عن هذه الحالة راكب للجهالة ولهذا تقول إن كان العاصي يعتقد حين يواقع المعصية أن الله تعالى يراه فإنه جاهل حيث جعله أهون الناظرين وإن كان يعتقد أنه لا يراه فإنه لكافر فكلا الأمرين خطر عظيم وإثم جسيم ولا شك أن المعرفة توجب الخوف والحياء ومن علامات العارف أن يكون خاطره فارغا من علق الدنيا ومهامها مشغولا بأخطار الآخرة وأهوالها والعارف لا يأسف على شيء إلا على ما فات من ذكر الله فإنه أبدا لا يرى إلا الله فلا يأسف على شيء مع الله لأنه يرى ما سوى الله بعين الفناء والزوال فكيف ينظر إلى شيء فان زائل كما قال تعالى كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ يعني إلا ذاته سبحانه والعارف لا يخرج من الدنيا متأسفا إلا على قلة بكائه على ذنبه وتقصيره في ثنائه على ربه ولكل شيء ثمرة وثمرة المعرفة الهيبة والمخافة والأنس ولكل شيء عقوبة وعقوبة العارف فتوره عن الذكر وغفلته عن الفكر ومن علامات المعرفة شدة المحبة لله وإذا اشتدت محبة العارف بالله كان الله له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن الله إذا أحب عبدا قال لجبرائيل إني أحب فلانا فأحبوه ويوضع له القبول في الأرض والمحبة حالة شريفة كما أثنى الله تعالى بها على قوم فقال فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ومحبة الله للعبيد سبوغ نعمه عليهم في الدنيا مع طاعتهم له وإثباته لهم في الآخرة فأما إنعامه على الكفار والعصاة فإنما هو إملاء لهم واستدراج لم يصدر عن محبته كما قال تعالى وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وقال سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وقال تعالى أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ . ومحبة الله تعالى لأهل طاعته إرادة نفعهم وثوابهم وتسمى هذه المحبة رحمة منه وثناء على العبيد كما أن ذمه لمن غضب عليه بغض له ولقد ذهب المحبون

170

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست