لله تعالى بشرف الدنيا والآخرة لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم المرء مع من أحب وأي منزلة أشرف درجة وأعلى ممن يكون مع الله وليس بصادق من ادعى محبة الله ولم يحفظ حدوده ومن علامات محبة العبد لله تعالى أن لا ينسى ذكره وذلك أن من أحب حبيبا توله بذكره يقظة ومناما ولقد أحسن من قال شعرا عجبت لمن يقول ذكرت ربي * وهل أنسى فأذكر إن نسيت شربت الحب كأسا بعد كأس * فما نفذ الشراب وما رويت وإذا تردد العبد بين الشوق إلى لقاء الله تعالى وبين البقاء رغبة في عبادته يوكل الأمر إلى الله ويقول يا رب اختر لي أحب الأمرين إليك . وروي أن داود عليه السلام خرج مصحرا منفردا فأوحى الله إليه يا داود ما لي أراك وحدانيا فقال إلهي اشتد الشوق مني إلى لقائك فحال بيني وبينك خلقك فأوحى الله إليه ارجع إليهم فإنك إن تأتيني بعبد آبق أثبتك في اللوح جميلا وينبغي أن يتمنى الإنسان الموت في حالة الراحة والنعمة والعافية كيوسف عليه السلام لما ألقي في الجب لم يقل توفني ولا في السجن قال توفني فلما دخل عليه أبواه وخروا له سجدا وكان أعظم مسرة بلقاء الأحبة وتمام الملك وكمال النعمة قال توفني مسلما . وروي أن شعيب عليه السلام بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره ثم بكى حتى عمي فرد الله عليه بصره فأوحى الله إليه يا شعيب إن كان هذا البكاء لأجل الجنة فقد أبحتها لك وإن كان من أجل النار فقد حرمتها عليك فقال لا بل شوقا إليك فقال الله تعالى لأجل هذا أخدمتك نبيي وكليمي موسى عشر سنين ومن اشتاق إلى الله اشتاق إليه كل شيء . وروي أن الله تعالى أنزل في بعض كتبه عبدي أنا وحقي لك محب فبحقي عليك كن لي محبا والمحبة تهيج الشوق إلى لقاء الله تعالى وتبعث على العمل