أعرض ولا يأخذ ثوبه إذا كسل ولا يشير إليه بيده ولا يخزره بعينه ولا يشاور في مجلسه ولا يطلب عوراته وأن لا يقول فلان خلاف قولك ولا يفشي له سرا ولا يغتاب أحدا عنده وأن يحفظه شاهدا وغائبا ويعم القوم بالسلام ويخصه بالتحية ويجلس بين يديه وإن كان له حاجة سبق القوم إلى خدمته ولا يمل من طول صحبته فإنما هو مثل النخل ينتظر متى يسقط عليك منها منفعة والعالم بمنزله الصائم القائم المجاهد في سبيل الله وإذا مات العالم انثلم في الإسلام ثلمة لا تنسد إلى يوم القيامة وإن طالب العلم ليشيعه سبعون ألف ملك من مقربي السماء وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أعان طالب العلم فقد أحب الأنبياء وكان معهم ومن أبغض طالب العلم فقد أبغض الأنبياء فجزاؤه جهنم وإن لطالب العلم شفاعة كشفاعة الأنبياء وله في جنة الفردوس ألف قصر من ذهب وفي جنة الخلد مائة ألف مدينة من نور وفي جنة المأوى ثمانون درجة من ياقوتة حمراء وله بكل درهم أنفقه في طلب العلم حورا بعدد النجوم وعدد الملائكة ومن صافح طالب العلم حرم الله جسده على النار وإن طالب العلم إذا مات غفر الله له ولمن حضر جنازته وقالوا لمالك بن دينار يا أبا يحيى رب طالب علم للدنيا قال ويحكم ليس يقال له طالب العلم ولكن يقال له طالب الدنيا ألا وإن ذهاب العلم ذهاب العلماء ومن أذى طالب العلم لعنته الملائكة وأتى الله يوم القيامة وهو عليه غضبان ألا ومن أعان طالب العلم بدرهم بشرته الملائكة عند قبض روحه بالجنة وفتح الله له بابا من نور في قبره وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم سألت جبرائيل عليه السلام فقلت العلماء أكرم عند الله أم الشهداء فقال العالم الواحد أكرم على الله من ألف شهيد فإن اقتداء العلماء بالأنبياء واقتداء الشهداء بالعلماء وقال عليه السلام من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى طالب العلم وقال عليه السلام طالب العلم أفضل عند الله من المجاهدين والمرابطين والحجاج والعمار والمعتكفين والمجاورين واستغفرت له الشجر والرياح والسحاب والبحار والنجوم والنبات وكل شيء طلعت عليه الشمس