كلما في الوجود من كفر وظلم وفساد وقتل وغضب فمنه قضاء وإرادة وهذا باطل لأنه تعالى يقول وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ويقولون إنه سبحانه يأمر بما لا يريد وينهى عما يريد وإنه أمر قوما بالإيمان وأراد منهم الكفر وهو قوله تعالى يقول وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وقيل لأحدهم إنك تأمر بما لا تريد وتنهى عما لا تكره وكذلك أبوك وأمك لغار من ذلك وغضب وقال لقائله إنك قد نسبتني إلى السفه والجنون والجهل فسبحانه ما أحلمه وأكرمه ولو لا حلمه ورحمته لأحل بالأرض النقمة غضبا على القائل لذلك والراضي به وإن الله سبحانه لم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها وإنما أمر الله سبحانه تخييرا ونهى تحذيرا وأقدر على الحالين . وقد قال سبحانه وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ يعني عرفناه الطريقين الخير والشر وأمر سبحانه بالخير ونهى عن الشر كما قال سبحانه وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى وقال سبحانه يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وما كان يأمر بالدخول في باب ثم يغلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا فاعتبروا وتفكروا ودعوا اتباع الهوى فهو مردي لصاحبه ومهلك له فسبحانه وتعالى كيف يجبر عباده على الكفر ثم يعذبهم عليه وعلى الزناء والسرقة والقذف للمحصنات ويأمرهم بحدهم أفمن العدل والحكمة هذا أم لا خبرونا هداكم الله تعالى ولا شك أن هذه مكيدة من الشيطان عظيمة منتجة لارتكاب كل قبيح وضلال وقال أمير المؤمنين عليه السلام أدلك على الطريق وألزم عليك المضيق إن هذا بالحكمة لا يليق وقال عليه السلام أيأمر بالعدل ويخالفه وينهى عن المنكر ويؤالفه لقد افترى عليه من بهذا وصفه وقال عليه السلام إذا كان الوزر في الأصل محتوما كان المأخوذ فيه بالقصاص مظلوما وقال عليه السلام ما استغفرته عليه فهو منك وما حمدته عليه فهو منه وقال تعالى ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وهذه الأقوال أجوبة لمن سأله عن القضاء والقدر من العلماء وأما جواب الحسن بن علي عليه السلام لما كتب إليه الحسن البصري يسأله عن