responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 161


إذا كنت تحدث أخا لك لا تلتفت إلى غيره فتعطيه من الأدب ما لا تعطيني فبئس العبد عبد يكون كذلك وروي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى غنم له وراعيها عريان يفلي ثيابه فلما رآه مقبلا لبسها فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم امض فلا حاجة لنا في رعايتك فقال ولم ذلك فقال إنا أهل بيت لا نستخدم من لا يتأدب مع الله ولا يستحي منه في خلوته وإنما فعل ذلك لأن الراعي أعطاه فوق ما أعطى ربه وروي أنه صلى الله عليه وآله وسلم سلم عليه غلام دون البلوغ وبش له وتبسم فرحا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له أتحبني يا فتى فقال إي والله يا رسول الله فقال له مثل عينيك فقال أكثر فقال مثل أبيك فقال أكثر فقال مثل أمك فقال أكثر فقال مثل نفسك فقال أكثر والله يا رسول الله فقال أمثل ربك فقال الله الله الله يا رسول الله ليس هذا لك ولا لأحد فإنما أحببتك لحب الله فالتفت النبي إلى من كان معه وقال هكذا كونوا أحبوا الله لإحسانه إليكم وإنعامه عليكم وأحبوني لحب الله فاختبر صلى الله عليه وآله وسلم على صحة أدبه في المحبة لله تعالى فالأدب مع الله بالاقتداء بآدابه وآداب نبيه وأهل بيته عليه السلام وهو العمل بطاعته والحمد لله على السراء والضراء والصبر على البلاء ولهذا قال أيوب عليه السلام رب أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فقد تأدب هنا من وجهين أحدهما إنه لم يقل إنك أمستني بالضر والآخر لم يقل ارحمني بل عرض تعريضا فقال وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وإنما فعل ذلك حفظا لمرتبة الصبر وكذا قال إبراهيم وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ولم يقل إذا مرضتني حفظا للأدب وقال أيوب عليه السلام في موضع آخر أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ أشار بذلك إلى الشيطان لأنه كان يغري الناس فيؤذونه وكل ذلك تأدب منهم مع الله تعالى في مخاطبتهم وقوم آخرون افتروا عليه سبحانه ونسبوا إليه من القبيح ما نزهوا عنه آباءهم وأمهاتهم وقالوا

161

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست