< فهرس الموضوعات > في الأدب مع الله تعالى < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > في توحيد الله تعالى < / فهرس الموضوعات > الباب التاسع والأربعون في الأدب مع الله تعالى وروي في تأويل قوله تعالى قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ قال ابن عباس أراد بذلك قهرهم بالدين وتأديبهم بالآداب الشرعية وقال تعالى لموسى عليه السلام فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً فأمره بالأدب بخلع نعليه عند مناجاته فلما نزل قوله تعالى خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدبني ربي بمكارم الأخلاق وأعظم الخلق أدبا مع الله الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل وأكثر الخلق تأديبا مع الله تعالى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لقوله سبحانه وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ وقال أمير المؤمنين عليه السلام لولده الحسن يا بني أحرز حظك من الأدب وفرغ له قلبك فإنه أعظم من أن يخالطه دنس واعلم أنك إذا افتقرت عشت به وإن تغربت كان لك كالصاحب الذي لا وحشة معه يا بني الأدب لقاح العقل وذكاء القلب وعنوان الفضل واعلم أنه لا مروة لأحد بماله ولا حاله بل الأدب عماد الرجل وترجمان عقله ودليله على مكارم الأخلاق وما الإنسان لو لا الأدب إلا بهيمة مهملة وقال الجواد عليه السلام ما اجتمع رجلان إلا كان أفضلهما عند الله أدبهما فقيل يا ابن رسول الله قد عرفنا فضله عند الناس فما فضله عند الله فقال بقراءة القرآن كما أنزل ويروي حديثنا كما قلنا ويدعو الله مغرما بدعائه وحقيقة الأدب اجتماع خصال الخير وتجافي خصال الشر وبالأدب يبلغ الرجل مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة ويصل به إلى الجنة والأدب عند الناس النطق بالمستحسنات لا غير وهذا لا يعتد به ما لم يوصل بها إلى رضاء الله سبحانه والجنة والأدب هو أدب الشريعة فتأدبوا بها تكونوا أدباء حقا ومن صاحب الملوك بغير أدب أسلمه ذلك إلى الهلكة فكيف بمن يصاحب ملك الملوك وسيد السادات وقد روي أن الله تعالى يقول في بعض كتبه عبدي أمن الجميل أن تناجيني وأنت تلتفت يمينا وشمالا ويكلمك عبد مثلك تلتفت إليه وتدعني ونرى من أدبك