وآدابه استحضار العبد ذهنه وفطنته وأن لا يكون قلبه متشاغلا بغير الله فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله لا يستجيب دعاء عبده وقلبه لاه ومن شرائطه أن يكون مطعم العبد وملبسه من حلال فإن الله سبحانه قال إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ وقال رجل للصادق عليه السلام إنا ندعو الله فلا يستجيب لنا قال إنكم تدعون من لا تهابونه وتعصونه وكيف يستجيب لكم وروى عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبي عبد الله عليه السلام قال قلت آيتين في كتاب الله أطلبهما ولا أجدهما قال ما هما قلت قول الله تعالى أَسْتَجِبْ لَكُمْ فندعوه ولا نرى إجابة قال أفترى الله أخلف وعده قلت لا قال فمم ذلك قلت لا أدري فقال ولكني أخبرك من أطاع الله فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه قلت وما جهة الدعاء قال تبدأ فتحمد الله وتذكر نعمه عندك ثم تشكره ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستغفر الله منها فهذا جهة الدعاء قال وما الآية الأخرى قلت قول الله وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وإني أنفق ولا أرى خلفا قال أفترى الله أخلف وعده قلت لا قال فمم ذلك قلت لا أدري قال لو أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حقه لم ينفق رجل درهما إلا أخلف الله عليه وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما من عبد دعا الله سبحانه دعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا أعطاه الله بها إحدى خصال ثلاث إما أن يعجل دعوته وإما أن يدخر له وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها قالوا يا رسول الله إذن نكثر قال الله أكثر وفي رواية الله أكثر وأطيب ثلاث مرات وفيما أوحى الله إلى موسى عليه السلام ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن وإني إنما ابتليته لما هو خير له وأعافيه لما هو خير له وأنا أعلم بما يصلح عبدي فليصبر على بلائي وليشكر على نعمائي أثبته في الصديقين عندي إن عمل برضائي وأطاع أمري وعن أمير المؤمنين عليه السلام يقول الله عز وجل يا عبادي أطيعوني فيما أمرتكم ولا تعلمونني بما يصلحكم فإني أعلم به وأنا لا أبخل عليكم بمصالحكم