responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 150


لرد عليهم كل شارد ولأصلح لهم كل فاسد ولكنهم أخلوا بشكر النعم فسلبوها وإن الله تعالى يعطي النعم بشرط الشكر لها والقيام فيها بحقوقها فإذا أخل المكلف بذلك كان لله التغيير وقال أمير المؤمنين عليه السلام التعلل زكاة البدن والمعروف زكاة النعم وكل نعمة أزيل منها المعروف فمأمونة السلب محصنة من الغير وقال والله ما نزع الله من قوم نعماء إلا بذنوب اجترحوها فأربطوها بالشكر وقيدوها بالطاعة والدعاء مفتاح الرحمة وسراج الزاهدين وشوق العابدين وأقرب الناس إلى الإجابة والرحمة الطائع المضطر الذي لا بد له مما سأله وخصوصا عند نفوذ الصبر وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند فناء الصبر يأتي الفرج وجاءت امرأة إلى الصادق عليه السلام فقالت يا ابن رسول الله إن ابني سافر عني وقد طالت غيبته وقد اشتد شوقي إليه فادع الله لي فقال لها عليك بالصبر فمضت وأخذت صبرا واستعملته ثم جاءت بعد ذلك فشكت إليه فقال لها عليك بالصبر فاستعملته ثم جاءت بعد ذلك فشكت إليه طول غيبة ابنها فقال ألم أقل لك عليك بالصبر فقالت يا ابن رسول الله كم الصبر فوالله لقد فنى الصبر فقال ارجعي إلى منزلك تجدي ولدك قد قدم من سفره فمضت فوجدته قد قدم من سفره فأتت إليه فقالت يا ابن رسول الله أوحي بعد رسول الله قال لا ولكنه قد قال عند فناء الصبر يأتي الفرج فلما قلت قد فنى الصبر عرفت أن الله قد فرج عنك بقدوم ولدك والدعاء إظهار العبد الفاقة والافتقار إلى الله تعالى مع الاستكانة والتذلل والمسكنة والخضوع وإذا فعل العبد ذلك فقد فعل ما عليه من العبودية ولله سبحانه المشيئة في الاستجابة على قدر ما يراه من مصلحة العبد وما يقتضيه العدل والحكمة لأن جوده وكرمه لا يتعديان حكمته فإنه سبحانه لا يمنع لبخل ولا لعدم بل للمصلحة وما تقتضيه الحكمة لا على سؤال العبد فيما يقترحه ويهواه ولهذا قال تعالى وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ لأن الداعي يدعو بما يظنه مصلحة له والله يعمل على ما يعلم كمن دعا الله تعالى أن يعطيه مالا وعلم أنه يطغى به فمنعه إشفاقا عليه ورحمة له فسبحان من عطاؤه كرم ومنعه فضل ومن أكثر من الدعاء والذكر

150

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست