فبكى لذكر شيعته ثم قال يا نوف شيعتي والله الحلماء العلماء بالله وبدينه العاملون بطاعته وأمره المهتدون لحبه وأنصار عباده جلاس زهاده صفر الوجوه من التهجد عمش العيون من البكاء ذبل الشفاه من الذكر خمص البطون من الطوى تعرف الربانية في وجوههم والرهبانية في سمتهم مصابيح كل ظلمة ورياحين كل قبيلة لا يشنئون من المسلمين سلفا ولا يقفون لهم خلفا سرورهم مكنونة وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم خفيفة وأنفسهم منهم في عناء والناس منهم في راحة فهم الكاسة الأولياء والخالصة النجباء وهم الراغبون الرواعون قرار بدينهم إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا أولئك من شيعتي الأطيبون وإخواني الأكرمون الأتقياء ألا هاه شوقا إليهم وعن علي عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنا الشجرة وفاطمة فرعها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها وشيعتنا أغصانها فما من عبد أحبنا أهل البيت وعمل بأعمالنا وحاسب نفسه قبل أن يحل رمسه إلا أدخله الله الجنة وعن علي عليه السلام إنه قال يا نبي الله بينه لي لأهتدي بهداك فقال لي يا علي من يهدي الله فما له من مضل ومن يضلل الله فلا هادي له وإن الله عز وجل هاديك ومعلمك وحق لك أن تعي ولقد أخذ الله ميثاقي وميثاقك وميثاق شيعتك وأهل مودتك إلى يوم القيامة فهم شيعتي وذو مودتي وهم ذو الألباب يا علي حق على الله أن ينزلهم في جنانه ويسكنهم مساكن الملوك وحق لهم أن يطيبوا وبالإسناد مرفوعا عن الصادق عليه السلام أنه سئل أي الأعمال أفضل بعد المعرفة قال ما من شيء بعد المعرفة يعدل هذه الصلاة ولا بعد المعرفة والصلاة شيء يعدل الزكاة ولا بعد الزكاة يعدل الحج وفاتحة ذلك كله وخاتمته معرفتنا ولا شيء بعد ذلك كبر الإخوان والمواساة يبذل الدينار والدرهم فإنهما حجران ممسوخان بهما امتحن الله خلقه بعد الذي عددت لك وما رأيت شيئا أسرع غناء ولا أنفى للفقر من إدمان حج هذا البيت وصلاة فريضة تعدل عند الله ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات