وموالاة كافة أولياء الله ومعاداة أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل بيته والتبري من كل من لم يدن الله بدين الإسلام وأعظم عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله ولا طريق إلى ذلك إلا بعد المعرفة لهم وإذا لم يعرف أولياء الله فيواليهم وأعداء الله فيعاديهم لا يأمن من أن يعادي لله وليا أو يوالي لله عدوا فيخرج بذلك عن طريق الولاية بل عن الإيمان وما من شيء من ذلك إلا وعليه دلالة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وشرح ذلك مذكور في كتب العلم وينبغي على العاقل الالتزام بعرى الإيمان والتحلي بحلية أهل الولاية فمن أراد ذلك فليلزم لسانه الذكر وقلبه الفكر ويعتزل الدنيا ويجالس الصالحين من أهل العلم ويتبع آثار الصالحين ويقتدي بهداهم من الرفض للدنيا ويقنع من العيش بما حضر ويتقرب إلى الله بصالح المقربات من صلاة النوافل والبر للإخوان وقضاء حوائجهم وصلتهم والإيثار على نفسه بما يقدر عليه وصيام الأوقات المندوب إليها وصيانة بطنه من الحرام ولسانه عن فضول الكلام وليعلم أن الله يتولاه كما تولاه فإنه تعالى قال وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ فحينئذ لا يكله إلى نفسه بل يتولى عنايته وحوائجه وقال سبحانه فليأذن بحرب مني من أذى عبدي المؤمن أو أخاف لي وليا وقال سبحانه ما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته وعن أبي عبد الله عليه السلام قال إذا كان يوم القيامة ينادي المنادي المؤذون لأوليائي فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم العداوة وعاندوهم وعنفوهم في دينهم ثم يؤمر بهم إلى جهنم وقال عليه السلام من حقر مؤمنا لم يزل الله عز وجل حاقرا له حتى يرجع من محقرته إياه وقال أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما يحتاج إليه وهو قادر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسودا وجهه مزرقة عيناه ومغلولة يداه إلى عنقه فيقال هذا الخائن الذي خان الله عز وجل ورسوله فيؤمر به إلى النار وعن أبي عبد الله عليه السلام من رد أخاه المؤمن عن حاجة وهو يقدر على قضائها سلط الله عليه ثعبانا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة وقال عليه السلام من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها