responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 137


فسألوه عن سبب بكائه فقال مضت لنا سبعة أيام لم يأتنا ضيف وما كانوا يبنون منزلا إلا وفيه موضع للضيافة وضيف الكريم كريم أربعة أشياء لا ينبغي للرجل أن يأنف منها قيام الرجل في مجلسه لأبيه وإجلاسه فيه وخدمة الرجل لضيفه وخدمة العالم لمن يتعلم منه والسؤال عما لا يعلم وكانوا عليه السلام يخدمون الضيف فإذا أراد الرحيل لم يعينوه على رحيله كراهة لرحلته وأعظم الجود الإيثار مع الضرورة الشديدة كما آثر آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالقرص عند حضور إفطارهم وباتوا مطوين فمدحهم الله سبحانه بسورة هل أتى قال مصنف هذا الكتاب ينبغي للعبد أن يكون الغالب عليه الإيثار والسخاء والرحمة للخلق والإحسان إليهم فإن هذه أخلاق الأولياء وهو أصل من أصول النجاة والقرب من الله تعالى فقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم السخاء شجرة من أشجار الجنة من تعلق بغصن منها فقد نجا وقال جبرائيل عليه السلام قال الله تعالى هذا دين أرتضيه لنفسي ولا يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق فالزموهما ما استطعتم وقال صلى الله عليه وآله وسلم جبل الله أولياءه على السخاء قالوا يا رسول الله أي الأعمال أفضل فقال السخاء وحسن الخلق فالزموهما تفوزوا وقال صلى الله عليه وآله وسلم الرزق إلى السخي أسرع من السكين إلى ذروة البعير إن الله تعالى يباهي بمطعم الطعام الملائكة وقال خلقان يحبهما الله السخاء وحسن الخلق وخلقان يبغضهما الله البخل وسوء الخلق ولقد جمع الله تعالى ذلك في قوله وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وروي أن بني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لاموه في كثرة عطائه فقال يا بني إن الله عودني أن يمدني وعودته أن أجود به على خلقه فأخاف أن أقطع العادة فتنقطع المادة وروي أنه دخل ذات يوم إلى حائط له وفيه عبد لجاره وبين يديه ثلاثة أقراص فدخل إليه كلب فرمى له بواحد ثم الآخر ثم الآخر فقال له هلا أكلت منها وأطعمته فقال إنه غريب جائع فآثرته على نفسي فقال عبد الله يلومني على السخاء وهذا أسخى مني ثم اشتراه وأعتقه وملكه هذا الحائط والعجب لمن يبخل بالدنيا وهي مقبلة فإن الجود لا يفنيها أو هي مدبرة فإن

137

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست