responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 135


من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله فقال ما حد التوكل فقال إن لا تخاف مع الله أحدا فقال أحب أن أعرف كيف أنا عندك فقال انظر كيف أنا عندك وقال المتوكل لعلي بن محمد الهادي عليه السلام كلاما يعاتبه ويلومه فيه فقال له لا تطلب الصفو ممن كدرت عليه ولا الوفاء ممن صرفت سوء ظنك إليه فإنما قلب غيرك لك كقلبك له وقال عليه السلام لا يكمل المؤمن إيمانه حتى تكون فيه ثلاث خصال خصلة من ربه وخصلة من نبيه وخصلة من إمامه فأما التي من ربه فكتمان السر فإنه قال تعالى فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ وأما التي من نبيه فإنه قال له خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ وأما التي من إمامه فالصبر في البأساء والضراء فإن الله تعالى يقول وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ ومن حسن الخلق أن يكون الرجل كثير الحياء قليل الأذى صدوق اللسان قليل الكذب كثير العمل قليل الزلل وقورا صبورا رضيا شكورا رفيقا عفيفا شفيقا لا نمام ولا غياب ولا مغتاب ولا عجول ولا حسود ولا بخيل يحب في الله ويبغض في الله ويعطي في الله ويمنع في الله ويرضى في الله ويسخط في الله ويحسن ويبكي كما أن المنافق يسيء ويضحك وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن أقرب الناس إلى الله تعالى يوم القيامة من طال جوعه وعطشه وحزنه في الدنيا فهم الأتقياء الأنقياء الأحفياء الذين إذا شهدوا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفقدوا تعرفهم بقاع الأرض وتحف بهم ملائكة السماء تنعم الناس بالدنيا وتنعموا بذكر الله افترش الناس الفرش وافترشوا هم الجباة والركب وسعوا الناس بأخلاقهم تبكي الأرض عليهم لفقدهم ويسخط الله على بلد ليس فيها منهم أحد لم يتكالبوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيف شعثا غبرا يراهم الناس فيظنون أن بهم داء أو قد خولطوا أو ذهبت عقولهم وما ذهبت بل نظروا إلى أهوال الآخرة فزال حب الدنيا عن قلوبهم عقلوا حيث ذهبت عقول الناس فكونوا أمثالهم وقال أبو عبد الله عليه السلام مكارم الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك

135

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست