من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله فقال ما حد التوكل فقال إن لا تخاف مع الله أحدا فقال أحب أن أعرف كيف أنا عندك فقال انظر كيف أنا عندك وقال المتوكل لعلي بن محمد الهادي عليه السلام كلاما يعاتبه ويلومه فيه فقال له لا تطلب الصفو ممن كدرت عليه ولا الوفاء ممن صرفت سوء ظنك إليه فإنما قلب غيرك لك كقلبك له وقال عليه السلام لا يكمل المؤمن إيمانه حتى تكون فيه ثلاث خصال خصلة من ربه وخصلة من نبيه وخصلة من إمامه فأما التي من ربه فكتمان السر فإنه قال تعالى فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ وأما التي من نبيه فإنه قال له خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ وأما التي من إمامه فالصبر في البأساء والضراء فإن الله تعالى يقول وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ ومن حسن الخلق أن يكون الرجل كثير الحياء قليل الأذى صدوق اللسان قليل الكذب كثير العمل قليل الزلل وقورا صبورا رضيا شكورا رفيقا عفيفا شفيقا لا نمام ولا غياب ولا مغتاب ولا عجول ولا حسود ولا بخيل يحب في الله ويبغض في الله ويعطي في الله ويمنع في الله ويرضى في الله ويسخط في الله ويحسن ويبكي كما أن المنافق يسيء ويضحك وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن أقرب الناس إلى الله تعالى يوم القيامة من طال جوعه وعطشه وحزنه في الدنيا فهم الأتقياء الأنقياء الأحفياء الذين إذا شهدوا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفقدوا تعرفهم بقاع الأرض وتحف بهم ملائكة السماء تنعم الناس بالدنيا وتنعموا بذكر الله افترش الناس الفرش وافترشوا هم الجباة والركب وسعوا الناس بأخلاقهم تبكي الأرض عليهم لفقدهم ويسخط الله على بلد ليس فيها منهم أحد لم يتكالبوا على الدنيا تكالب الكلاب على الجيف شعثا غبرا يراهم الناس فيظنون أن بهم داء أو قد خولطوا أو ذهبت عقولهم وما ذهبت بل نظروا إلى أهوال الآخرة فزال حب الدنيا عن قلوبهم عقلوا حيث ذهبت عقول الناس فكونوا أمثالهم وقال أبو عبد الله عليه السلام مكارم الدنيا والآخرة أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك