وروي عن أويس ره لما قصده حيان بن هرم قال له حين رآه السلام عليك يا أخي حيان بن هرم فقال له من أين لك معرفتي ولم ترني فقال له المؤمن ينظر بنور الله وإن أرواح المؤمنين تسأم كما تسأم الخيل والفراسة أنوار سطعت في القلوب بحقائق الإيمان ومعرفة تمكنت في النفوس فصدرت من حال إلى حال حتى شهدت الأشياء من حيث أشهدها سيدها ومولاها فنطقت عن ضمائر قوم وأمسكت عن آخرين والفراسة أيضا نتيجة اليقين وطريق المؤمنين وسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله تعالى فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ قال يقذف في قلبه نورا فينشرح ويتوسع والتفرس من خواص أهل الإيمان سطعت في قلبه أنوار فأدرك بها المعاني ومن غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بصفاء السريرة ومراقبة الله تعالى وظاهره باتباع الكتاب والسنة ولم يدخل معدته الحرام وحرس لسانه من الكذب والغيبة ولغو القول لم تحط فراسته وينبغي لمن جالس أهل الصدق أن يعاملهم بالصدق فإن قلوبهم جواسيس القلوب وينبغي السكون معهم لقوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ يعني المعلوم لهم الصدق وهم أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم والدليل على صدقهم قوله تعالى إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً والكذب أيضا رجس وقال صلى الله عليه وآله وسلم إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فأمر باتباعهم إلى يوم القيامة فدل ذلك على أن في كل زمان يكون منهم من يقوم بالكتاب والعمل به في تفسيره وتفصيل حلاله وحرامه ولم يقل بذلك سوى الشيعة الاثني عشرية فدل هذا التفصيل على صدقهم أيضا فيجب الكون معهم وأن الصدق مفتاح كل خير ومغلاق باب كل سوء وما لزمه إلا كل من نجا من ورطات الذنوب وفضيحات العيوب وقال أمير المؤمنين عليه السلام الصادق على شرف منجاة وكرامة والكاذب على شفا مهوات ومهانة وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا ولا يزال يكذب حتى يكتبه الله كذابا والصدق عماد الدين ونجاة المسلمين وهو