responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 132


تالي درجات النبوة ورأس أمر الفتوة وموجب مرافقة النبيين ، قال الله تعالى فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً والصادق اسم لازم للصدق والصديق البالغ فيه المتحري له في أقواله وأفعاله وكل حالاته التي يصدق قوله وفعله ومن أراد أن يكون الله معه فيلزم الصدق فإن الله تعالى يقول إن الله مع الصادقين والمداهن لا يشم رائحة الجنة والصادق الذي لو كشف سره لما خالف ظاهره وقد قال الله تعالى فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ يعني في أنكم أحباء الله تعالى وأولياءه لأن الحبيب يتمنى لقاء حبيبه والصدق علامة صحة المعرفة والمهابة والمراقبة له لمشاهدة حال المخلوقين في أسرارهم وخلواتهم ومعاملة الله بالصدق ساعة خير من الضرب بالسيف في سبيل الله سنة ومن عامل الله تعالى بالصدق في عباده أعطاه الله من نور الفراسة ما يبصر به كل شيء من عجائب الدنيا والآخرة فعليكم بالصدق من حيث يضركم فإنه ينفعكم وإياكم والكذب من حيث ينفعكم فإنه يضركم وعلامة الكذب السرعة باليمين من غير أن يحلفه أحد فإنه لا يحلف الرجل في حديثه إلا لإحدى خصال ثلاث إما لعلمه أن الناس لا يصدقونه إلا إذا حلف لمهانته عندهم أو لتدليس كذبه عندهم أو للغو في المنطق يتخذ حلفه حشوا في كلامه والصدق مجلبة للرزق لقوله صلى الله عليه وآله وسلم الصحة والصدق يجلبان الرزق والصدق هو أصل الفراسة والفراسة الصادقة هي أول خاطر من غير معارض فإن عرض عارض فهو من وساوس النفس وجاء في قوله تعالى أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ أي ميت الذهن فأحياه الله بنور الإيمان والفراسة وجاء في قوله تعالى كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها يعني الكافر في ظلمات كفره لا نور له ولا فراسة ولا سبب يستضيء به عند ظلمة نفسه فاعتبروا يا أولي الألباب الباب الثاني والأربعون في حسن الخلق وثوابه قال الله تعالى لنبيه وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ مادحا له بذلك وكفى بذلك

132

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست