بعضهم رأى شابا حسن العبادة والاجتهاد فقال يا فتى على ما بنيت أمرك فقال على أربع خصال فقال وما هي قال علمت أن رزقي لا يفوتني منه شيء وأن وعد الله حق فاطمأننت إلى وعده والثانية علمت أن عملي لا يعمله غيري فأنا مشغول به والثالثة أن أجلي يأتيني بغتة فبادرته والرابعة علمت أني لا أغيب عن نظر الله تعالى في سري وعلانيتي فأنا مراقب في كل أحوالي الباب الأربعون في ذم الحسد قال الله تعالى قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وعدد المستعاذ منه ثم ختم إلى آخر السورة بقوله وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إياكم وثلاث خصال فإنهن رأس كل خطيئة إياكم والكبر فإن إبليس حمله الكبر على ترك السجود لآدم فلعنه الله وأبعده وإياكم والحرص فإن آدم حمله الحرص على أن أكل من الشجرة وإياكم والحسد فإن قابيل حمله الحسد على قتل أخيه هابيل والحاسد جاحد لأنه لم يرض بقضاء الله واعلم أن الحسود لا يسود وجاء في تأويل قوله تعالى قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ الحسد وقال في بعض كتبه الحاسد عدو نعمتي والحسد يبين في الحاسد قبل المحسود وقال أمير المؤمنين عليه السلام لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله وقال بعضهم الحمد لله الذي لم يجعل في قلوب الأمراء ولا الولاة ما في قلب الحاسد فكان يهلك الناس جميعا وروي أن في السماء الخامسة ملكا تمر به الأعمال فربما مر به عمل كالشمس يضيء نورا فيرده ويقول هذا فيه حسد فاضربوا به وجه صاحبه وما رأيت ظالما أشبه بمظلوم إلا الحاسد وكل واحد في رضاه سبيل إلا الحاسد لا طريق إلى رضاه لأنه لا ترضيه إلا زوال نعمة المحسود ومن علامات الحاسد أنه يشمت بزوال نعمة الذي يحسده وبمصائبه ومن علاماته أيضا أنه يتملق إذا حضر ويغتاب إذا غاب عنه من يحسده وروي أن موسى عليه السلام رأى