أقدر الأقدرين وأكرم الأكرمين فإني سمعت عمي جعفر بن محمد عليه السلام يقول أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاعي لأقطعن رجاء أمل كل مؤمل يأمل غيري باليأس ولأكسونه ثوب المذلة في الناس ولأبعدنه من فرجي وفضلي أيؤمل عبدي في الشدائد غيري والشدائد بيدي ويرجو سواي وأنا الغني الجواد أبواب الحوائج عندي وبيدي مفاتيحها وهي مغلقة فما لي أرى عبدي معرضا عني وقد أعطيته بجودي وكرمي ما لم يسألني فأعرض عني وسأل في حوائجه غيري وأنا الله لا إله إلا أنا أبتدئ بالعطية من غير مسألة أفسأل ولا أجود كلا كلا أليس الجود والكرم لي أليس الدنيا والآخرة بيدي فلو أن كل واحد من أهل السماوات والأرض سألني مثل ملك السماوات والأرض فأعطيته ما نقص ذلك من ملكي مثل جناح بعوضة فيا بؤسا لمن أعرض عني وسأل في حوائجه وشدائده غيري قال فقلت له أعد علي الكلام فأعاده ثلاث مرات فحفظته فقلت في نفسي لا والله لا أسأل أحدا حاجة ثم لزمت بيتي فما لبثت أياما إلا وآتاني الله برزق قضيت منه ديني وأصلحت به أمر عيالي والحمد لله رب العالمين الباب السادس والثلاثون في شكر الله تعالى قال الله تعالى وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ وقال سبحانه لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وقال وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ يريد به الجحود للنعمة وحقيقة الشكر الاعتراف بنعمة المنعم وأوحى الله تعالى إلى داود اشكرني حق شكري فقال إلهي كيف أشكرك حق شكرك وشكري إياك نعمة منك فقال الآن شكرتني حق شكري وقال داود كيف كان آدم شكرك حق شكرك وقد جعلته أبا لأنبيائك وصفوتك وأسجدت له ملائكتك فقال إنه اعترف أن ذلك من عندي فكان اعترافه بذلك حق شكري وينبغي للعبد أن يشكر على البلاء كما يشكر من الرخاء وروي أن الله سبحانه قال يا داود إني خلقت الجنة لبنة من ذهب ولبنة