responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 123


من فضة وجعلت سقوفها الزمرد وطينها الياقوت وترابها المسك الأذفر وأحجارها الدر واللؤلؤ وسكانها الحور العين أتدري يا داود لمن أعددت هذا قال لا وعزتك يا إلهي فقال هذا أعددته لقوم كانوا يعدون البلاء نعمة والرخاء مصيبة ولا شك أن البلاء من الأمراض وغيرها يوجب العوض على الألم والثواب على الصبر عليه ويكفر السيئات ويذكر بالنعمة أيام الصحة ويحث على التوبة والصدقة وهو اختيار الله تعالى للعبد وقد قال سبحانه وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ وعن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال مثل المؤمن كمثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه ليلقى الله عز وجل ولا خطيئة له والنعم قد يكون استدراجا فإنها توجب الشكر والشكر أيضا نعمة يوجب الاعتراف بالتقصير ولا شك أن زيادة النعم وكثرتها ملهية عن الله تعالى ولهذا اختار لأوليائه وعباده الصالحين الفقر وحبس الدنيا عنهم لأنه قال في بعض وحيه وعزتي وجلالي لو لا حيائي من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يواري بها جسده وإني إذا أكملت إيمان عبدي المؤمن ابتليته بفقر الدنيا في ماله أو مرض في بدنه فإن هو جزع أضعفت ذلك عليه باهيت به ملائكتي وتمام الحديث وإني جعلت عليا عليه السلام علما للإيمان فمن أحبه واتبعه كان هاديا ومن تركه وأبغضه كان ضالا إنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ومن الشكر للنعمة أن لا يتقوى به أحد على معصية الله وشكر العوام على المطعم والملبس وشكر الخاص على ما يختاره سبحانه من بأساء وضراء وغيره وروي أن الصادق عليه السلام قال لشفيق كيف أنتم في بلادكم فقال بخير يا ابن رسول الله إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا فقال له هكذا كلاب حجازنا يا شفيق فقال له كيف أقول قال له هلا كنتم إذا أعطيتم آثرتم وإذا منعتم شكرتم وهذه درجته ودرجة آبائه وأبنائه عليهم السلام وروي أن سبب رفع إدريس إلى السماء أن ملكا بشره بالقبول والمغفرة فتمنى الحياة فقال له الملك لم تمنيت الحياة قال لأشكر الله تعالى فقد كانت حياتي لطلب القبول وهي الآن لبلوغ المأمول قال فبسط الملك جناحه

123

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست