responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 119


وروي أن عليا عليه السلام اجتاز بقصاب وعنده لحم سمين فقال يا أمير المؤمنين هذا اللحم سمين اشتر منه فقال له ليس الثمن حاضرا فقال أنا أصبر يا أمير المؤمنين فقال له أنا أصبر عن اللحم وإن الله سبحانه وضع خمسة في خمسة العز في الطاعة والذل في المعصية والحكمة في خلو البطن والهيبة في صلاة الليل والغنى في القناعة وفي الزبور القانع غني ولو جاع وعري ومن قنع استراح من أهل زمانه واستطال على أقرانه وجاء في قوله تعالى فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ قال فكها من الحرص والطمع ومن قنع فقد اختار العز على الذل والراحة على التعب قيل إن داود عليه السلام قال يا رب أخبرني بقريني في الجنة في قصري فأوحى الله إليه أن ذلك متى أبو يونس فاستأذن الله تعالى في زيارته فأذن له فأخذ بيد ولده سليمان حتى أتيا موضعه فإذا هو ببيت من سعف فسألا عنه فقيل إنه في الحطابين يقطع الحطب ويبيعه فجلسا ينتظرانه إذ أقبل وعلى رأسه حزمة من حطب فألقاها عنه ثم حمد الله وقال من يشتري مني طيبا بطيب فساومه واحد واشتراه آخر فدنيا منه وسلما عليه فقال انطلقا بنا إلى المنزل وابتاع بما كان معه من طعام ثم وضعه بين حجرين قد أعدهما لذلك وطحنه ثم عجنه في نقير له ثم أجج نارا وأوقدها بالحطب ثم وضع العجين عليها ثم جلس يتحدث معهم هنيهة ثم نهض وقد نضجت خبزته فوضعها في النقير وفلقها ووضع عليها ملحا ووضع إلى جانبه مطهرة فيها ماء وجلس على ركبتيه وأخذ لقمة وكسرها ووضعها في فيه وقال بسم الله الرحمن الرحيم فلما ازدردها قال الحمد لله رب العالمين ثم فعل ذلك بأخرى فأخرى ثم أخذ الماء فشرب منه وحمد الله تعالى وقال لك الحمد يا رب من ذا الذي أنعمت عليه وأوليته مثل ما أوليتني إذ صححت بدني وسمعي وبصري وجوارحي وقويتني حتى ذهبت إلى شجر لم أغرسه بيدي ولا زرعته بقوتي ولم أهتم بحفظه فجعلته لي رزقا وأعنتني على قطعه وحمله وسقت إلى من اشتراه مني واشتريت بثمنه طعاما لم أزرعه ولم أتعب فيه وسخرت لي حجرا طحنته ونارا أنضجته وجعلت لي شهوة قابلة لذلك فصرت آكله بشهوة وأقوي بذلك على

119

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست