وخطب صلى الله عليه وآله وسلم فذكر الربا وعظم خطره وقال إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم من سبعين زنية بذات محرم وأعظم من ذلك عرض المسلم وروي في تفسيره قوله تعالى وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ أن الهمزة الطعن في الناس واللمزة أكل لحومهم وينبغي لمن أراد ذكر عيوب غيره أن يذكر عيوب نفسه فليقلع عنها ويستغفر منها وعليكم بذكر الله فإنه شفاء وإياكم وذكر الناس فإنه داء ومر عيسى عليه السلام ومعه الحواريون بكلب جائف قالوا ما أجيفه فقال هو ما أبيض أسنانه يعني ما عود لسانه إلا على الخير والغيبة هي أن تذكر أخاك بما يكرهه لو سمعه سواء إن ذكرت نقصانا في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو دينه أو دنياه حتى في ثوبه وقال عليه السلام حد الغيبة أن تقول في أخيك ما هو فيه فإن قلت ما ليس فيه فذاك بهتان له والحاضر للغيبة ولم ينكرها شريك فيها ومن أنكرها كان مغفورا له وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من رد عن عرض أخيه كان حقا على الله أن يعتقه من النار وقال عليه السلام طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ومنشأ الغيبة في الصدور الحسد والغضب فإذا نفاهما الرجل عن نفسه قلت غيبته للناس وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن للنار بابا لا يدخله إلا من شفى غيظه وقال من كظم غيظه وهو يقدر على إمضائه خيره الله في أي حور العين شاء أخذ منهن وفي بعض الكتب المنزلة ابن آدم اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي فلا أمحقك مع من أمحقه وللعاقل شغل فيما خلق له عن نفسه وماله وولده فكيف عن أعراض الناس وإذا كان اشتغال الإنسان بغير ذكر الله بالغيبة وقال عليه السلام وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم وكفى بذلك قوله تعالى لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ فنفى الخير في النطق إلا في هذه الأمور الثلاثة فسبحانه ما أنصحه لعباده وشفقته عليهم وأحبه لهم لو كانوا يعلمون وأما النميمة فإنها أعظم ذنبا وأكبر وزرا لأن النمام يغتاب وينقلها إلى غيره فيغريه بأذى من ينقلها عنه والنمام يثير الشر ويدل عليه ولقد سد الله تعالى باب النميمة ومنع من قبولها بقوله إِنْ