responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 115


وعظمت حسرته والخشوع أيضا يذلل البدن والقلب لعلام الغيوب قال الله تعالى وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً يعني متواضعين خاشعين .
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلا يعبث في صلاته بلحيته فقال لو خشع قلبه لخشعت جوارحه دل هذا الحديث على أن الخشوع من أفعال القلوب تظهر آثاره على الجوارح وهو أيضا ذبول القلوب عند استحضار عظمة الله تعالى وهو من مقدمات الهيبة ولا ينبغي للمرء أن يظهر من الخشوع فوق ما في قلبه من الخشوع التذلل لله تعالى بالسجود على التراب وكان الصادق عليه السلام لا يسجد إلا على تراب من تربة الحسين عليه السلام تذللا لله تعالى واستكانة إليه . وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يرقع ثوبه ويخصف نعله ويحلب شاته ويأكل مع العبيد ويجلس على الأرض ويركب الحمار ويردف ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجته من السوق إلى أهله ويصافح الغني والفقير ولا ينزع يده من يد أحد حتى ينزعها ويسلم على من استقبله من كبير وصغير وغني وفقير ولا يحقر ما دعي إليه ولو إلى خشف التمرة وكان خفيف المئونة كريم الطبيعة جميل المعاشرة طلق الوجه بشاشا من غير ضحك محزونا من غير عبوس مواضعا من غير مذلة جوادا من غير سرف رقيق القلب رحيما بكل مسلم ولم يتجشأ من شبع قط ولم يمد يده إلى طمع وكفاه مدحا قوله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ وأوحى الله تعالى إلى موسى أتدري لم ناجيتك وبعثتك إلى خلقي قال لا يا رب قال إني قلبت عبادي واختبرتهم فلم أر أذل لي قلبا منك فأحببت أن أرفعك من بين خلقي لأني عند المنكسر قلوبهم وينبغي للعاقل أن لا يرى لنفسه على أحد فضلا والعز في التواضع والتقوى ومن طلبه في الكبر لم يجده .
وروي أن ملكي العبد الموكلين به إن تواضع رفعاه وإن تكبر وضعاه والشرف في التواضع والعز في التقوى والغنى في القناعة وأحسن ما كان التواضع في الملوك والأغنياء وأقبح ما كان التكبر في الفقراء وقد أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالعفو عن الناس والاستغفار لهم والتواضع بقوله وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ

115

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 115
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست