responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 113


فرحا ولا خلى القيام بالحق للمؤمن في الدنيا صديقا ولا أهلا ولا يكاد من يريد رضا الله تعالى وموالاته يسلم إلا بفراق الناس ولزوم الوحدة والتفرد منهم والبعد عنهم كما قال الله تعالى فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ أراد سبحانه بالفرار إليه اللجأ من الذنوب والانقطاع عن الخلق والاعتماد عليه في كل الأحوال ولا يكاد يعرف الناس من يقاربهم والوحشة منهم يدل على المعرفة بهم وأوصى حكيم حكيما فقال له لا تتعرف لمن تعرف فقال له يا أخي أنا أزيدك في ذلك وأنكر من تعرف لأنه لا يؤذي الشخص من لا يعرفه والمعرفة بين الرجلين خطر عظيم لوجوه منها قيام الحق بينهما وحفظ كل واحد منهما جانب صاحبه في مواساته وموازاته وعيادته في مرضه وحفظه في غيبته برد غيبته ويخلفه في أهله بأحسن حفظه وخلقه ونصيحته له بغبطته وأن يريد له في كل أحواله كما يريد لنفسه وهذا ثقيل جسيم عظيم لا يكاد يقوم إلا من أيده الله بعصمته والله لو لا الغفلة والجهل ما التذ عاقل بعيش ولا مهد فراشا ولا توق له طعاما ولا طوي له ثوبا وكان لا يزال مستوفرا قلقا مقلقا متململا كالأسير في يد من يذبحه وكذلك نحن مع ملك الموت في الدنيا كالغنم وملك الموت قصابها من المصنف شعر لا تنسوا الموت في غم ولا فرح * والأرض ذئب وعزرائيل قصاب ومن عجب الدنيا أن يحثو المرء التراب على من يحب ويعلم أنه من قليل يحثا عليه كما حثاه على غيره وينسى ذلك وأعجب من ذلك أنه يضحك والله تعالى يقول أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ وروي أنه كان في الكنز الذي حفظه الله تعالى للغلامين مكتوب عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح ويضحك وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن عرف الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يطمئن عليها وأعقل الناس وأفضلهم المحسن الخائف وأحمقهم وأجلهم مسيء آمن وقال المصنف كنت في شبيبتي إذا دعوت بالدعاء المقدم على صلاة الليل

113

نام کتاب : إرشاد القلوب نویسنده : الحسن بن محمد الديلمي    جلد : 1  صفحه : 113
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست